البدالي: وزير الصحة دخل معركة إعلامية مع الصحافي عمورة ليخسرها

البدالي: وزير الصحة دخل معركة إعلامية مع الصحافي عمورة ليخسرها البدالي صافي الدين
تقدم وزير الصحة بشكاية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المعروفة اختصارا،بـ "الهاكا"، مطالبا منها وقف البرنامج الإذاعي"أحضي راسك" الذي يقدمه الصحافي و الإعلامي محمد عمورة، لأن هذا البرنامج كشف عن بعض الأطباء الذين أساءوا لمهنة الطب، التي ظلت عبر التاريخ المهنة المرتبطة بصحة وحياة الناس، والطبيب الذي ظل عند المريض وذويه رسول الشفاء و راحة النفس.
فلا أحد يختلف مع الصحافي البارز عمورة فيما جاء به في برنامجه المتميز"احضي راسك"، لأن الكل يعلم ويدرك بالملموس معاناة المرضي ومن يرافقهم من تعسف وشطط بعض الأطباء الذين لا يتحركون إلا من وراء منفعة ، حتى وإن كانت مضرة بالآخرين ، في القطاع العام أو الخاص.
وكثيرة هي حالات النصب والابتزاز والرشوة التي يعيشها أغلب المرضى في أغلب المستشفيات العمومية؛ وفي بعض المصحات الخاصة والتي تعتبر من المآسي التي أصبحت سائدة في قطاع الصحة العمومية.
ربما السيد الوزير لم يستمع إلى البرنامج لأنه بذاع على أمواج الإذاعة الوطنية وفي أوقات مناسبة للمستمعين والمستمعات، أوقات اختارها البرنامج بذكاء للتواصل مع أكبر قاعدة من الجمهور .
ولو استمع الوزير إلى البرنامج بعقلية علمية و واقعية لسارع إلى طلب المشاركة فيه، حتى ولو في حلقة أخرى قادمة، ليدافع عن الأطباء الشرفاء و ينذر المخلين بأخلاقيات المهنة .
لكن يبدو أن الوزير قد استمع للذين في قلوبهم مرض من الأطباء الذين كشف عنهم البرنامج بالصيغة التي جعلته يندفع و يعلن عن معركة إعلامية مع البرنامج و مقدميه دون احتساب كلفة الخسارة وتبعاتها في هذه المواجهة مع أحد رموز الصحافيين الإذاعيين الشعبيين.
لقد نسي الوزير بأن المواطن المغربي يلجأ إلى اي منبر إعلامي حتى يشكو معاناته و يعبر عن همومه غير المفتعلة . فشطط بعض المسؤولين في القطاعات الاجتماعية ومنهم بعض الأطباء يدفع بالناس إلى التجاوب مع البرامج الإذاعية ومع الصحافة المكتوبة ومع المواقع الالكترونية التي تفتح لهم الباب كي يعبروا عن الحكرة التي يحسون بها وعن المحسوبية والزبونية التي أبطالها مثل هؤلاء.
ربما السيد الوزير لم يسبق له أن تواضع و دخل احد المستشفيات متنكرا ليرى بأم عينيه حتى يميز بين الطبيب الصالح و الطبيب الطالح، ولو فعل ذلك لبعث برسالة شكر للصحافي محمد عمورة عن برنامجه؛و لما ارتكب خطأ بتوجيه رسالة للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل إيقاف البرنامج ، أولا لأنه ليس مسئولا عن الشأن العام للبلاد وليس وزيرا للإعلام ولا رئيسا للحكومة، وثانيا لأنه لم يعينه أحد حتى يستعمل مقص الرقابة على حرية الرأي. فتحية للصحافي محمد عمورة وكل التضامن معه ومع كل الاصوات التي تفضح الفساد والغش و الرشوة ونهب المال العام.
البدالي صافي الدين، فاعل سياسي وحقوقي