وفي سؤال طرحته جريدة "أنفاس بريس" للمفكر ناشيد حول الخلط الذي وقع فيه هؤلاء بين مواقفهم السياسية ومطالبتهم في الآن ذاته بسحب الجنسية، قال ناشيد : " إن الأمر يتعلق بمرض يجعل هؤلاء الذين لهم موقف ضد السلطة يصبحون ضد الوطن، واصفا ما يحدث بمثابة " هدم للمعبد على رؤوس الجميع" .
وأوضح ناشيد، أن السبب الرئيسي لفشل حراك الريف هو رفض الأغلبية الساحقة من أهل الريف للنزعة الإنفصالية، واعتزازهم بوطنيتهم وانتمائهم للمغرب، مشيرا بأن الأشخاص الذي يقفون وراء نشر الفيديو مجرد "حالة شاذة " ليس لها تجذر، كما يعبر الفيديو – حسب ناشيد – عن حالة حقد، والحقد – يضيف – من الإنفعالات السلبية، التي تدمر نبل الممارسات السياسية.
وقال ناشيد إن الوطن ليس فندق يمكن تغييره إذا لم ترق لنا خدماته، داعيا إلى النضال من أجل تحسين الخدمات بدل التفكير في هجر الإنتماء للوطن.
واعتبر ناشيد في سؤال آخر ل "أنفاس بريس" ما يحدث خارج أي سياق، لأن هناك مطلب اجتماعي في حدود خريطة الوطن، مؤكدا أن معظم الريفيين يقاومون أي نزعة انفصالية، وإن كانوا يتفقون من حيث المبدأ مع المطالب الإجتماعية.
وعن تداعيات فيديو الإنفصاليين، قال ناشيد إنه يمثل خطرا على مطالب أهل الريف، وهو تدمير وحرق لجميع أوراقهم ومطالبهم الإجتماعية، مضيفا بأن هؤلاء يفتقدون لأي شعبية داخل المغرب، محذرا من إعطاء هؤلاء حجما يفوق ما يستحقونه.
وفي سؤال لجريدة "أنفاس بريس" عن وقوف جهات خارجية وراء المطالبين بسحب الجنسية المغربية، أجاب ناشيد : "لايوجد أي انفصالي إلا وورائه أيادي من الخارج، لأن الأنفصال لم يسبق له أن كان مطلب داخلي.."، مضيفا بأن هناك تنظيمات أجنبية تعمل من أجل تفكيك خريطة المنطقة على أسس المحاصصة الطائفية، تماما كما حدث في لبنان، والعراق..
وأشار ناشيد، أن خير جواب ليس هو الرد على الإنفصاليين، هو إعادة بناء نسيج التضامن المجتمعي داخل المدرسة وداخل مؤسسات التنمية الإجتماعية، وداخل وسائل الإعلام، وإعادة الإعتزاز بالإنتماء للوطن، بإيلاء الرموز التاريخية للمغرب ما تستحقه من عناية عبر الكتب المدرسية، فالمغاربة – يضيف- انتصروا على الإسبان، كما انتصروا على البرتغال، في معارك تاريخية، لكن الجيل الحالي من التلاميذ لايدرك هذه الحقائق التاريخية، بسبب تغييبها من الكتب المدرسية.
والسياسة في آخر المطاف – وفق رأي ناشيد – ليست سوى تمظهرا للثقافة، ولابد من إعادة الإعتبار للتاريخ والثقافة المغربية، كما أبدى محدثا استيائه الشديد من تهميش الرموز والمعالم التاريخية، وأبرز مثال على ذلك هو قبر يوسف بن تاشفين خامس حكام دولة المرابطين الذي طاله النسيان بمراكش.