مهرجان العنب بالشراط...تخوفات المنظمين من الإنتقادات أجبرتهم على إلغاء الندوة الصحفية

مهرجان العنب بالشراط...تخوفات المنظمين من الإنتقادات أجبرتهم على إلغاء الندوة الصحفية بمهرجان العنب كان أحمد الزايدي يعتبر التواصل واجهة أساسية
من يتحدث عن مهرجان العنب يتحدث عن واحد من أكبر المهرجانات ذات الدعم المالي الكبير، وهناك ثلاثة موارد مالية هامة داعمة له ويتعلق الأمر بوزارة الفلاحة ومؤسسة الفوسفاط واتصالات المغرب... أما المؤسسات الأخرى التي تأتي في الترتيب الثاني لدعم المهرجان فإنها تفوق العشر مؤسسات ..وإن الغلاف المالي لمهرجان العنب يفوق وبكثير 400 مليون سنتيم...والكل يتساءل: كيف لمهرجان بهذا الغلاف المالي الدسم أن يعتمد على أسماء تفتقر للمؤهلات الكبرى للإشراف على تنظيمه؟ فأن تكون مديرا لمهرجان من قيمة مهرجان العنب من المفروض أن تكون لديك حمولة ثقافية كبرى (خريج معهد فني كبير، ومتسلح بشواهد تعليمية عليا، ومتوفر على ترسانة من العلاقات الكبرى مع فنانين كبار ومسؤولين على اختلاف مستوياتهم...) وإن الإعتماد على"الجبهة"لم يعد مجديا في تحمل مسؤولية مهرجان له صبغة وطنية ويستقطب آلاف الزوار وأعداد هائلة من الإعلاميين والمسؤولين والأجانب والمهتمين بالقطاع الفلاحي....في ظل هذه المعطيات كان من المفروض أن يكون مهرجان العنب في دورته 12 محطة لأشهر الفنانين المغاربة وأن يحظى هذا المهرجان بسهرتين من قيمة فنية كبرى، لكن لعوامل غامضة وغير مبررة تم الإعتماد على أسماء فنية مغمورة تبحث عن صيغ مناسبة لاكتساب شهرتها، وكأن مهرجان العنب محطة لاختيار المواهب الفنية!!! وإن المجتمع المدني بمنطقة الشراط وإقليم بنسليمان ككل يحمل المسؤولية لرئيس جمعية رواد (سعيد الزايدي) الذي لم يواكب الإشعاع الكبير الذي وصل إليه مهرجان العنب بفضل اجتهادات والده أحمد الزايدي، الذي كان يعتبر تنظيم ندوة صحفية مرتبطة بالمهرجان كبوابة أساسية لإنطلاقته الفعلية، وكان يلح على الصحفيين بطرح مايشاؤون من الأسئلة ولا يرى في ذلك أي إحراج. ومن جملة الأسئلة التي سبق أن تم طرحها عليه ميزانية مهرجان العنب فأجاب قائلا" إن أمين مال جمعية رواد هو مدير القرض الفلاحي ببنسليمان (عبدالمجيد التاغي) وكل مبلغ هو موثق في الحساب البنكي للجمعية بنفس البنك، وهذه العملية هي دليل قاطع بأن مالية المهرجان تخضع لمسار شفاف مهما كبرت ميزانيته، ولكل صحفي الحق في التعرف على الجرد الكامل لمداخيل ومصاريف مهرجان العنب وإن مدير القرض الفلاحي مستعد لتقديم هذا الإجراء بطواعية كبيرة، وكان بالإمكان أن أطلعكم على كل المعطيات المالية للمهرجان، لكنها غير محصورة حاليا".
وإذا كان أحمد الزايدي كان يجعل من التواصل منهجية أساسية في المسار العام لتنظيم مهرجان العنب، فإن ذلك لم يعد حاضرا في الدورات الأخيرة، والدليل على ذلك إلغاء الندوة الصحفية التي كانت مقررة مع بداية انطلاق المهرجان.  
وإن دوافع هذا الإلغاء لم تبق مبهمة، بل هي ساطعة المعالم وفي مقدمتها تخوفات المنظمين من الأسئلة المحرجة التي كان من المنطقي طرحها في اللقاء الإعلامي الملغى في آخر لحظة، ومنها التساؤلات التالية: لماذا لايمنح تنظيم مهرجان العنب لأسماء محترفة ولها كفاءة تنظيم مهرجان قيمته المالية تقدر بمئات الملايين؟ الكل مستاء للطابق الفني المقترح بالدورة الحالية، ماهي دواعي هذا الفشل؟ هل تتناسب مصاريف مهرجان العنب مع مداخيله؟ وبين هذه الأسئلة وأخرى فإنه تأكد جليا أن مهرجان العنب أصبح يتطلب ديناميكية جديدة للرفع من مستواه التنظيمي على واجهات متعددة، لكون ما أسسة المرحوم احمد الزايدي من ثوابت لم تعد حاضرة بنفس الميزة والتميز والكل يعرب عن أسفه الكبير لهذا التراجع التنظيمي.