استقالة رئيس الحكومة الإيطالية كونتي.. هل هي نهاية سالفيني السياسية؟

استقالة رئيس الحكومة الإيطالية كونتي.. هل هي نهاية سالفيني السياسية؟ جوزيبي كونتي وفي الخلفية ماتيو سالفيني

بعد أربعة عشر شهرا من الزواج السياسي بين حركة خمسة نجوم وحزب العصبة، أعلن رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يوم 20 غشت 2019 عن "طلاق سياسي" أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، بعد أسبوع من الجدل وتبادل التهم بين الفرقاء السياسيين، بين حزب سالفيني الداعي إلى انتخابات مبكرة، وحزب خمسة نجوم الراغب في تحالف جديد مع الحزب الديمقراطي، خاصة بعد رسائل الرضى من طرف كل من مؤسس الحركة، الكوميدي غريللو والزعيم السابق للحزب الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ حاليا ماتيو رينزي...

 

وفي نظر أغلب المتتبعين للشأن الإيطالي، فإن سالفيني هو من افتعل كل هذه الأزمة بتقديم حزبه يوم 13 غشت 2019 لملتمس حجب الثقة عن رئيس الحكومة كونتي.

 

وقد اعتقد ماتيو سالفيني، المُنتشي بفوزه التاريخي في الانتخابات الأوروبية يوم 26 ماي الماضي، وبنتائج استقراءات الرأي التي تعطي حزبه المقدمة بأكثر من 38 في المائة، وبالضجة التي يُـحدثها أثناء منعه لكل البواخر المحملة بالمهاجرين من دخول إيطاليا وفرضه لسياسة إغلاق الموانئ... أن بإمكانه الإطاحة بحكومة كونتي والفوز بانتخابات مبكرة يصبح فيها هو رئيس الحكومة...

 

إلا أن سالفيني، وهو وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة، تناسى أنه لا يُـمثل إلا 17 في المائة في البرلمان الإيطالي، مما يجعله ضعيفا بدون حليفه السياسي، وأن الإطاحة بكونتي هي غير ممكنة، لكن رينزي وأصدقائه داخل الحزب الديمقراطي استثمروا الخطأ القاتل لسالفيني، وأعلنوا رغبتهم في التحالف مع خمسة نجوم وتشكيل حكومة لإنقاذ البــلاد.

 

تراجع سالفيني عن تهديداته بالفــوز في انتخابات مبكرة وبتشكيل حكومة مع أصدقائه اليمينين، بأنه راغب في الاحتفاظ بتحالفه الحكومي وبإعطائه مساحة أكبر لحركة خمسة نجوم، لم يكن محسوب العواقب، حيث زاد من تقزيمه السياسي وفقده للمصداقية والثقــة، خاصة أمام حلفائه في الحكومة (حركة خمسة نجوم)، وأيضا بعزلته التي حاول تغطيته بخرجاته في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

اليــوم، وبعــد أن أعـلن كونتي عن نهاية عمر هذه الحكومة (رقم 65)، فإنه تــقدم إلى القصر الجمهوري لتقديم استقالته بشكل رسمي إلى سيرجيــو ماتاريلا رئيس الجمهورية الإيطالية، لتبــدأ المشاورات لتشكيل الحكومة رقم 66، ومن المتوقع أن تشكل الحكومة القادمة من حركة خمسة نجوم والحزب الديمقراطي وحزب أحرار ومتساوون.

 

رجوع حزب سالفيني إلى المعارضة، هل سيكون سببا في نهايته السياسية، خاصة وأن شهر دجنبر المقبل هو تاريخ انتخابات الأمانة العامة لحزب العصبة؟

 

وهل سيؤثر على أدائه، سواء داخل البرلمان الإيطالي وأيضا داخل البرلمان الأوروبي، وخاصة التنسيق مع باقي أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا؟