توفي نهاية الأسبوع الماضي (10 غشت 2019) المليونير جيفري إبستين داخل زنزانة بمدينة نيويورك. وترجع أسباب اعتقاله لتورطه فيما قد يعتبر أكبر قضية فساد أخلاقي وتجارة جنسية في الولايات المتحدة.
ووجهت لأبستين تهمة تأسيس شبكة دعارة متخصصة في الاتجار بلحم القاصرات، كان مقرها جزيرة خاصة يمتلكها هذا الأخير في منطقة الجزر البكر "فيرجن ايلندز" في الكاريبي، التي اعتاد التنقل إليها عن طريق شركة خاصة للطيران تسمى "لوليتا".
وبعد مصادرة المباحث الفيدرالية لسجل الرحلات والاطلاع على أسماء الركاب، تبين أن ابستين كان يصطحب العديد من الشخصيات المرموقة من كبار رجال الأعمال، الممثلين، السياسيين وقادة البلدان، إلى الجزيرة لممارسة نزواتهم الجنسية بدون حسيب أو رقيب. ولعل أشهر ضيوفه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، الذي سبق تورطه في قضية أخلاقية معروفة بقضية "مونيكا لوينسكي"، والذي ثبتت زيارته لهذه الجزيرة المشؤومة سبعة وعشرين مرة.
وفي تعتيم إعلامي على ملابسات هذا الحادث، لا ينفي العديد من كتاب الرأي أن وفاة ابستين كانت بفعل فاعل، وبالخصوص إن أخذنا بعين الاعتبار تورط شخصيات ذات نفوذ واسع وتواجد إشاعات أن ابستين كان يوثق كل ما يقع داخل الجزيرة من أعمال لا أخلاقية بمذكرته الخاصة واستعمالها كوسيلة تضمن له نوعا من الحماية والأمان، نظرا لنفود بعض المتورطين.
ولعل أكثر ما يثير الشبهات حول واقعة انتحاره، هو كونه موضع رقابة دائمة تحت أعين الحراس داخل السجن ووجود كاميرا للمراقبة داخل زنزانته الفردية، والتي تعطلت بشكل مريب ولم تتمكن من تسجيل ملابسات الحادث. وما يزيد في الشبهات أكثر هو عدم إعلان الطبيب الشرعي عن السبب الرئيسي للوفاة بعد معاينة الجثة.
وتجدر الإشارة إلى أن إعلان السلطات قرار التحقيق في ملابسات الحادث لم يشف غليل الرأي العام، الذي يرغب في تحقيق العدالة ومعاقبة كل الأطراف المتورطة في هذه القضية وعدم السماح لهم باستعمال ثرواتهم ونفوذهم للإفلات من قبضة العدالة.