البدالي : لابد أن يخضع بنعمرو للمساءلة من طرف حزب الطليعة

البدالي : لابد أن يخضع بنعمرو للمساءلة من طرف حزب الطليعة صافي الدين البدالي ، وعبد الرحمان بنعمرو(يسارا)
 
في سياق السجال الدائر بخصوص بيان مراكش المتعلق بالقانون الإطار للتربية والتكوين والذي تم توقيعه من طرف بعض الشخصيات اليسارية إلى جانب قيادات أصولية، وضمنها القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي عبد الرحمان بنعمرو، قال صافي الدين البدالي، القيادي بحزب الطليعة، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن عبد الرحمان بنعمرو لابد أن يخضع للمسائلة من طرف حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، اذا ثبت توقيعه على بيان مراكش.
وأضاف البدالي بأن بنعمرو قادر على الدفاع عن نفسه وشرح ملابسات موقفه، مع العلم أن بنعمرو - يوضح محاورنا - يعد من بين الأوائل في المغرب الذي دافعوا عن اللغة العربية، كما يعد الوحيد الذي قدم شكايات ضد الدولة في ما يتعلق باستعمال اللغة الفرنسية في الوثائق الإدارية.
وفي ما يتعلق بالنقاش الدائر حول القانون الإطار أشار البدالي أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي أصدر بلاغا خلال هذا الأسبوع عبر من خلاله عن رفضه للقانون المذكور، لأنه تم تمريره بطريقة سريعة وغير ديمقراطية، وفي غياب استشارة شعبية، حول لغة التدريس، لأنه تبعا للأعراف الدولية – يقول البدالي - فأي مسألة تتعلق بالهوية لابد أن تخضع لاستفتاء شعبي.
وأشار إلى أن المنهجية الديمقراطية تتطلب مشاركة كل الفرقاء في المغرب، وكذلك مشاركة النخبة، سواء منها الثقافية أو الفكرية أو السياسية في المغرب من أجل الوصول إلى توافق وطني أفقي وعمودي في ما يتعلق بهذه القضية، وأي موقف خارج الموقف الذي عبر عنه الحزب يبقى موقف شخصي يلزم صاحبه.
وتابع البدالي قائلا أن توقيع عبد الرحمان بنعمرو على البلاغ الصادر بمراكش يتعلق بقناعات شخصية، وأن الحزب كإطار سياسي يساري ينتمي لفيدرالية اليسار حسم في الموضوع، حيث عبر عن رفضه للقانون، خصوصا منه بعض القضايا التي تمس التربية والتعليم.
ولفت البدالي الإنتباه إلى أن الأصوليين اذا كانوا يعتمدون على موضوع لغة التدريس فهم مخطئون لأن الواقع المعيش على مستوى التطور التكنلوجي أو المعرفي أو على مستوى البحث العلمي يقتضي أن يكون للمغاربة الحق في الإطلاع على لغات أجنبية، وهذا أمر لن يستطيع رده – يقول البدالي – لا الأصوليون ولا اليساريون.
وبخصوص موقفه اكد البدالي : "أنا لست ضد اللغة العربية..أنا مع اللغة العربية، كلغة للتدريس والتواصل، والقيم، والأدب، ولكن المرحلة الحالية تتطلب أن نكون ضمن الركب الدولي، فجميع الدول الآن تعتمد اللغة الإنجليزية في ما يتعلق بالتكنولوجيا والتواصل، بما فيها الصين الشعبية، واليابان، وبما فيها دول عريقة، وهناك دول إفريقية تخلت عن اللغة الفرنسية، لأنها لا تساير التطور العلمي والتكنولوجي، فهل سنكون نحن أفضل من هاته البلدان ؟ يتساءل البدالي، قبل أن يضيف : " لا..لدينا لغتنا الرسمية كجزء من الهوية، بالإضافة الى اللغة الأمازيغية..يعني لدينا هويتنا الثقافية الأمازيغية والعربية، وهذا أمر لا جدال فيه..".
ولابد لنا من لغة داعمة، تساعدنا على بلوغ أهداف التكنولوجيا المتطورة، وأنا أفضل أن تكون اللغة الإنجليزية، ولو أنه لدينا ارتباطات تاريخية وأحيانا وجدانية مع اللغة الفرنسية.
وذكر أن القانون الإطار ترك المجال مفتوحا أمام إمكانية التداول اللغوي، وهو الأمر الذي يفرض على الدولة التدخل من أجل تنظيم استفتاء شعبي لتقرير اللغة الأجنبية المناسبة للتدريس. واذا كان الأصوليون – يضيف البدالي – يحاولون استغلال رصيد بنعمرو النضالي والحقوقي فهم مخطئون، علما أنه معروف بدفاعه عن اللغة العربية، ويعد من أوائل المدافعين عن اللغة العربية في الوقت الذي كان يغيب فيه امحمد الخلفية وبنكيران وغيرهم، بل كان هؤلاء يخدمون أجندة "المخزن" لتنفيذ أجندته، خلافا لبنعمرو الذي ظل يدافع عن اللغة العربية بشكل مبدئي ومستقل.