عبد الحق غريب :رسالة خاصة إلى النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، علي العسري

عبد الحق غريب :رسالة خاصة إلى النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، علي العسري عبد الحق غريب
بدون مقدمة.. أصدرت بلاغاً بتاريخ 8 غشت 2019، بعد أن تعرضت إلى انتقادات حادّة وواسعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي وفي مختلف الجرائد الوطنية والدولية، وربما من جهات أخرى بسبب تدوينتك على الفايسبوك حول لباس شابات بلجيكيات يقمن بعمل تطوعي بإقليم تارودانت..
وفي الحقيقة، لم أستغرب مما جاء في بلاغك، لأنكم في حزب العدالة والتنمية عوّدتمونا منذ 2012 على أن تنقلبوا على أقوالكم وتصريحاتكم ب 180 درجة، كلما تعرضتم لانتقادات من الرأي العام الوطني أو من ذوي القرار، والأمثلة كثيرة لا يسمح المجال هنا للخوض فيها.. تقولون كلاما، ثم تسارعون إلى نفيه جملة وتفصيلاً، بمبررات مختلفة (إمّا حنا لي مفهمناش أش بغيتو تقولو، أو حنا عوّجنا كلامكم، وما إلى ذلك).
في تدوينتك على الفايسبوك، والتي أثارت غضب المغاربة والأجانب، كتبت بالحرف ما يلي:
"..وهم بشكل جماعي (الشابات البلجيكيات)، كأنه متفق عليه، بلباس يشبه لباس البحر.. فهل والحال كذلك تكون رسالتهم من ورش، محمود ظاهريا، هدفها إنساني، أم شيئا آخر في منطقة لازالت معروفة بمحافظتها واستعصائها على موجات التغريب والتعري ؟؟!!"
بالله عليك يا علي، هل هذا الكلام يمكن تأويله أو تحريفه؟ هذا الكلام واضح وضوح الشمس، مفاده: "هاد النصرانيات جاوْ باش ينشرو التعرّي في منطقة أهلها مسلمين محافظين".
وفي بلاغك تقول:
"أدحض أي تحريف لكلامي، خصوصاً أي تلميح إلى التحريض على الكراهية أو العنف.."
ما هذا يا علي؟ ما هذا الخوف؟ لماذا لا تتسلّح بالشجاعة وتقول أن مرجعيتك الإسلامية تفرض عليك أن تقول ما يجب قوله؟ لماذا لا تقول أن المنطقة أهلها مسلمين محافظون، وبالتالي لا يجب على الشابات البلجيكيات أن يقمن بعمل تطوعي وهن شبه عاريات، لأن الرسول (صلعم)، والله عز وجل ينهيان عن ذلك؟
من الأقوى يا علي: إيمانك بالله ورسوله أم تشبثك بالريع والامتيازات؟
من الأقوى يا علي: خوفك من الله أم خوفك من المخزن؟
يا علي، إن الإرهابيين الذين ذبحوا السائحتين بإقليم مراكش لا أحد أمرهم بذلك، ولكنهم قرروا فعل جريمتهم عن قناعة، تكوّنت لديهم من الخطاب الذي كانوا يتلقوْنه من الشيوخ عن النصارى/الكفار وعن التبرّج والتعرّي..
إن تدوينتك يا علي تتكلم عن شابات بلجيكيات نصرانيات/كافرات، يلبسن لباسَ البحر أي عاريات، جئن لنشر ثقافة التعرّي والتبرّج في منطقة أهلها مسلمين محافظين.. أليس هذا تحريض ضمني على قتلهن يا علي؟
كن شجاعاً يا علي، وقل ما تؤمن به.. وطووووز على الريع والامتيازات وعلى كل ما يأتي من وراء كرسي البرلمان.
وأختم رسالتي هذه بالآية الكريمة: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم (71 آل عمران).