هل سيطيح خطاب العرش بإدريس لشكر من حزب الوردة؟

هل سيطيح خطاب العرش بإدريس لشكر من حزب الوردة؟ إدريس لشكر
صدرت مذكرة تحمل "رقم 82/19 "، موقعة من لدن الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موجهة لأعضاء المجلس الوطني، حول موضوع ( تشكيل بنك للمعطيات حول الطاقات والكفاءات الحزبية )، يعتبرها زعيم حزب الوردة مذكرة تفاعلية مع مضمون خطاب العرش، للبحث عن نخبة جديدة من الكفاءات في مختلف مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية..ومن خلال هذه المراسلة يؤكد إدريس لشكر أن " الحزب يعتزم تشكيل بنك المعطيات يتضمن المعلومات اللازمة حول لطاقات والكفاءات الحزبية في مختلف المجالات والتخصصات قصد اعتمادها عند الضرورة ".
هل يعقل أن حزبا في حجم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي راكم عدة عقود من التجارب السياسية، وتناوب على أمانته العامة أشد السياسيين منذ استقلال، وعايش ثلاثة ملوك حكموا المغرب، يبحث اليوم عن الكفاءات الحزبية؟ هل من المنطق أن زعيم الحزب إدريس لشكر الذي تدرج في حزب القوات الشعبية مدة سنوات، يستيقظ اليوم على وقع ناقوس خطاب العرش الذي عرى واقع قلة الكفاءات وتدني مستواها، بالإدارات والقطاعات الحكومية. وبالحكومة نفسها.
السؤال الأكثر مرارة والذي يفرض نفسه إزاء هذه المذكرة / الفضيحة هو: ما هو دور الأحزاب في العالم وما هو شرط وجودها أصلا؟
إن شرط وجود الأحزاب السياسية في العالم، هو أن تكون مسلحة بالكفاءات الحزبية والأطر الكفأة في كل الميادين والتخصصات .
وأن تشتغل طيلة السنة على استقطاب الكفاءات والطاقات الخلاقة والمبدعة وتمنحها شروط العمل والإبداع والابتكار دون انتظار.
كفاءات في الهندسة والعلوم والفكر والبحث العلمي والأدب والفقه والاقتصاد والسياحة، والسكنى والتعمير والتعليم والصحة والتراث والتنشيط والرياضة والعمل الجمعوي ...في جميع المجالات.
فعلا ، لقد كشف الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 20 لعيد العرش عن بؤس الكفاءات الحكومية، وعرى عن واقع تدني مستوى " النخب " التي تقدمها الأحزاب خلال تهافتها على المناصب والكراسي، و سلط كشافات الضوء على مستوى الكفاءات بالحكومة والإدارة، مما يجعلنا نجدد طرح السؤال الأكثر جرأة: هل هذا حزب أم زاوية أم ودادية سكنية .
إنه عطب خطير يعري واقع كيفية وطريقة اشتغال الأحزاب السياسية بالمغرب، إنها فضيحة مدوية تستلزم الإطاحة بمثل هؤلاء الزعماء الذين استحوذوا على الأحزاب السياسية الوطنية وجمدوا الأطر الكفأة وانفردوا بالزعامة الحزبية . بل أن هذه المذكرة تستوجب من الكاتب العام السي إدريس لشكر تقديم استقالته ومساءلته عن أين هي كفاءات الحزبية ؟