جرائم بيئية ترتكب بمدينة اليوسفية

جرائم بيئية ترتكب بمدينة اليوسفية عوض تحسيس السكان بفوائد البستنة ارتكب المسؤولون جرائم بيئية
جرائم بيئية ترتكب بمدينة اليوسفية لقد سبق للسلطات المحلية أن تساهلت مع سكان الأحياء المحيطة بمركز المدينة في إحداث حدائق أمامية لمنازلهم بناء على معاينة ميدانية ووفق شروط محددة. هكذا بادر السكان كل حسب إمكانياته و قدراته في إنشاء حديقة أمام بيته, بدافع ضرورة فطرية إنسانية لمساحة خضراء مهما كان صغرها. علما أن هذه المنطقة النائية تتميز بمناخ قاري جاف ناتج عن ندرة التساقطات المطرية زاد من حدته ظاهرة التصحر التي يعرفها الإقليم منذ بضعة عقود و عوض أن يكون السادة المنتخبون و أصحاب القرار على علم برغبات السكان و تطلعاتهم البيئية و تشجيعهم على العناية بهذه الحدائق و تحسسيهم بأهميتها و تحفيزهم على تنمية فن البستنة كفن قائم بذاته, شرع المسئولون عن الشأن العام في ارتكاب جرائم بالجملة عن طريق إتلاف هذه الحدائق بشكل عشوائي و دون تمييز لتحويلها إلى مساحات إسمنتية ليس إلا, ومما لاشك فيه أن هذا التخريب الممنهج سيؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة بهذه الأحياء و انخفاض في نسبة الرطوبة و تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري على المستوى المحلي , ناهيكم عن الانعكاسات السلبية المتعددة على صحة و نفسية القاطنين بهذه الأحياء. فيبدو أن أصحاب هذا القرار المشؤوم و تنفيذه لا يهمهم إبرازالمظهرالجمالي و الحضاري لهذه الأحياء الشعبية ,لا يهمهم فقدان الحياة النباتية بتنوعها الحيوي و لا القانون البيئي لتحقيق جميع ركائز التنمية المستدامة بقدر ما يهمهم انجاز مشروع التبليط في غياب رؤيا واضحة للأولويات . و في الختام أتوجه إلى كل من له غيرة على هذه المدينة من دوي الضمائر الحية و إلى كل المسئولين و المواطنين و إلى المهتمين بالشأن البيئي و أقول لهم نعم لتبليط الأزقة و الشوارع لا لتحويل الأزهار إلى اسمنت
 
البيدوري عبد الكبير من سكان حي اسمارة باليوسفية استاد متقاعد و فنان تشكيلي من دوي الحاجيات الخاصة