تكربم عبد الرحمان اليوسفي "يعرِّي" بشاعة وجشع عبد الإله بنكيران!!

تكربم عبد الرحمان اليوسفي "يعرِّي" بشاعة وجشع عبد الإله بنكيران!! عبد الرحمان اليوسفي (يسارا) وعبد الإله بنكيران

حين اعتزل عبد الرحمان اليوسفي السياسة، فإن اعتزاله كان عن قناعة بلا ضجيج ولا "جعجعة". لم يخلع من منصبه مثل عبد الإله بنكيران مثلما يخلع مسمار صدئ!!

 

الفرق واضح وشاسع بين زعيمي حزبين: الأول حزب وطني يمتلك رصيدا نضاليا طويلا وجذورا تاريخية، والثاني حزب "أصولي" استغل "الدّين" لاحتكار مناصب الريع. حزب "الألوان" و"الأقنعة" و"المصالح". ومن يشاهد النسخة "القديمة" من بنكيران اليوم لا يكاد يعرف النسخة "الحديثة" من رجل فقد لسانه كل "الفرامل" وعقله كل الرزانة والحكمة، إلى درجة أنه تحول إلى آلة "راجمة" صوبت قذائفها إلى حزبه وقيادته لنسفه بلا رحمة. فبنكيران ليس "وفيّا" إلا لعبد الإله، بدليل ما يقوم به من أفعال تشويشية "شيطانية" لسحب البساط من تحت أقدام سعد الدين العثماني ووزراء حكومته، وهي أفعال لا تتناسب مع "هيبة" زعيم حزب سابق و"وقار" رئيس حكومة سابق أيضا.

 

جل أمناء الأحزاب السابقين لا يضعون الجزرة في عجلات أحزابهم، ويفضلون التواري عن الحياة السياسية، وإذا سنحت لهم الفرصة للحديث عن أحزابهم يذكرونها بخير أو يصمتون، باستثناء عبد الإله بنكيران، فهو لا يكتفي بوضع "الجزرة"، بل يزرع "الديناميت" في حزبه، رافعا شعار "أنا ومن بعدي الطوفان"، لذا يتوعّد سعد الدين العثماني وحزبه بالطّوفان!!

 

التكريم الملكي لعبد الرحمان اليوسفي يذكر المغاربة ببشاعة عبد الإله بنكيران، وبعدم تكافؤ كفتي ميزان الرجلين. اليوسفي الذي قبل بالتضحية بشعبية حزبه وقيادة حكومة التناوب في فترة زمنية عصيبة، لم يمل الشروط على المرحوم الحسن الثاني، وحتى عندما كان "عرّابا" للانتقال السلس للعرش من عهد الحسن الثاني إلى "العهد الجديد" بقيادة محمد السادس، لم يطلب "مكافأة" أو "تعويضا" عن خدمة الوطن. لكن بنكيران كان أكثر انتهازية وهو يستغل الربيع العربي وحركة 20 فبراير لينقضّ على رئاسة الحكومة، وما زال إلى اليوم "يفتخر" بهذه "الصّفقة"، صفقة "التّنازل" عن رفع شعارات "العصيان"، ولا يرى أن "المقابل" كان كافيا، ويطالب بالمزيد من "الريع" و"الامتيازات"!!

 

اليوسفي، بنسعيد أيت ‘إيدر، عباس الفاسي… وآخرون، لم يحملوا بعد تقاعدهم مدفعا رشاشا ليصوبوا نيرانه نحو أحزابهم. فما يحركهم هي "المبادئ" و"الوفاء" و"الفضيلة"، وما يحرك بنكيران هي "الأنانية" و"الجشع" و"الشّره"، لذلك يرى المغاربة بنكيران زعيما بلا "ظلّ" وبقامة "قصيرة"، وبطن "مترهّلة"، وصوت يشبه "نعيق" الغراب!!