رشيد لزرق: هكذا يفتح خطاب العرش المجال لتفعيل الفصل 47 من الدستور لتعديل حكومي موسع

رشيد لزرق: هكذا يفتح خطاب العرش المجال لتفعيل الفصل 47 من الدستور لتعديل حكومي موسع رشيد لزرق

كان خطاب العرش لهذه السنة متميزا، فقد تحدث الملك بعمق وبلغة الوطني والمواطنة، وبنهج يعتمد القرب من المواطن، وتبنى انشغالاته وتطلعاته، والتجاوب معها. وذلك عبر الحرص على تشخيص واقع الفوارق الاجتماعية بين الفئات والجهات، وضمان العدالة الاجتماعية والمجالية والكرامة على مستوى عيش المغاربة في وطن الحقوق والحريات رغم ما تحقق من منجزات. وإلى ذلك يقول الملك "ومن منطلق الوضوح والموضوعية، فإن ما يؤثر على هذه الحصيلة الإيجابية، هو أن آثار هذا التقدم وهذه المنجزات، لم تشمل، بما يكفي، مع الأسف، جميع فئات المجتمع المغربي".

 

وذكر الملك بخصوص النموذج التنموي بأنه سبق له أن دعا الحكومة والبرلمان والهيئات المعنية إلى المساهمة في إعداد النموذج التنموي المأمول، وقرر خلق لجنة مؤقتة بتركيبة متنوعة، تنكب علي إعداد النموذج التنموي بتركيبة متعددة الاختصاصات، وتضم كفاءات متنوعة، من أجل الإجابة على التحديات والرهانات الداخلية والخارجية.

 

وأوضح الملك حرصه على ضرورة نهج سياسة الانفتاح عبر فسح المجال للاستثمارات الأجنبية، بغية تدعيم الجهود وخلق تنافسية لجلب الطاقات والكفاءات وجلب الخبرات، من أجل بناء اقتصاد مندمج يفرض تغيير العقليات البيروقراطية، من خلال تحقيق ثورة حقيقية.

 

ومن جهة على مستوى الإدارة، عبر تبسيط المساطر وتحقيق النجاعة في الأداء، وتخليق الحياة العامة، والقطيعة مع الريع والتصرفات غير اللائقة، وتأسيس لقيم جديدة للعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص وانخراط جميع المؤسسات في هذا النفس الجديد، بروح المواطنة الإيجابية.

 

وتفسح هذه الثورة على المستوى الحكومي من جهة أخرى، المجال لتعديل موسع على صعيد الحكومة، وذلك وفق الفصل 47 من الدستور، الذي يدعو فيه الملك رئيس الحكومة إلى ضرورة تقديم مقترحات لتعديل حكومي واستقطاب كفاءات عالية، على أساس الاستحقاق والكفاءة، وذلك كشروط أكثر فعالية ونجاعة لكسب رهانات المرحلة القادمة.