السويح: "الصداقة المغربية الإيرلندية" جسر للتعريف بحضارة البلدين والدفاع عن وحدتنا الترابية

السويح: "الصداقة المغربية الإيرلندية" جسر للتعريف بحضارة البلدين والدفاع عن وحدتنا الترابية الفاعل الجمعوي علي سالم السويح

استضافت حلقة جديدة من برنامج "حنين"، الذي تقدمه "إذاعة طنجة"، المنفتحة على العالم إعلاميا، الفاعل الجمعوي علي سالم السويح، رئيس جمعية الصداقة المغربية الإيرلندية، الذي يستقر بمدينة "إنيس"؛ وهو برنامج يخصص حلقاته كجسر للتواصل مع مغاربة العالم في المهجر، مع وطنهم وأهاليهم.

في هذا السياق نقدم لقراء "أنفاس بريس"، ومن خلالهم لمغاربة العالم، تصريح علي سالم السويح ابن مدينة طنطان، الذي ترعرع في مدينة أكادير ليشد منها الرحال نجو بلد المهجر سنة 2001.

 

قال الفاعل الجمعوي علي سالم السويح إنه "اختار دولة إيرلندا في من أجل العمل"؛ مستندا في اختياره لهذا البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة، على "الثورة الاقتصادية التي عرفتها إيرلندا سنة 1999/ 2000". وأوضح قائلا: "في هذه الفترة عرفت إيرلاندا تهافت عدة شركات أمريكية على الاستثمار، مما جعل حسابات اليد العاملة مطلوبة، وملحة بشكل كبير، حيث توفرت عقود العمل بطريقة سلسة لاستقطاب اليد العاملة".

وقال السويح بأن سنة 2001 "كانت فرصة لالتحاقي بالديار الإيرلاندية، مثلي مثل العديد من المغاربة، بعد أن وفرت إيرلاندا عقود العمل وانفتاحها على اليد العاملة بشكل سلس".

هكذا استفاد ابن مدينة طنطان علي سالم من هذه الفرصة وحقق اندماجه وسط المجتمع الإيرلندي في الحياة المهنية والعملية والانخراط في الحياة العامة، وفي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجمعوية، "بخلاف لما كان يقع للمغاربة في العديد من الدول الأوروبية (فرنسا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا..). مع العلم أن الوضع يختلف تماما، والظرفية التي هاجرت فيها تختلف عن زمن الهجرة في سنوات الأربعينات مثلا نحو (فرنسا وبلجيكا)".

وفي سياق متصل يؤكد الفاعل الجمعوي "لقد انخرطنا من الوهلة الأولى في حقل المجتمع المدني، حيث استفدنا من تجارب ومشاكل مغاربة العالم في ديار الغربة، تجاوزنا بفعل انخراطنا واندماجنا كل المشاكل الاجتماعية والقانونية حيث كانت انطلاقتنا سليمة وصحيحة وقوية". مضيفا "بصفتي رئيسا لجمعية الصداقة المغربية الإيرلندية، أوصي المغاربة دائما بأن يفرضوا وجودهم ويثبتوا ذاتهم بالجدية والمسؤولية بصورة إيجابية".

ويستحضر في هذا الجانب أن "مغاربة العالم المهاجرين كان همهم الوحيد سابقا هو العودة للوطن في الصيف بمبلغ مالي محترم. أما اليوم فالوضع تغير، ويختلف، لأن المغرب في حاجة إلى التمثيلية الدبلوماسية الموازية، واكتساح المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. لذلك نطالب من أبنائنا وفئة شبابنا أن تنخرط في الحياة السياسية ويشاركون في الانتخابات للولوج واكتساح المؤسسات، لأن دولة إيرلندا منفتحة ولا تضع الحواجز والعراقيل لطموحات المهاجرين بصفة عامة".

من جانب آخر أكد المتحدث ذاته أن "شعب إيرلندا شعب طيب جدا، ومضياف ويتواصل بشكل تلقائي دون تمييز أو عنصرية مع الجالية سواء العربية أو المسلمة رغم أنها تشكل نسبة ضئيلة (1%)، وهذا عامل إيجابي خلافا للبلدان الأوروبية الأخرى التي تعاني من ضغط تجمعات قوية وفي نقط محددة".

واستطرد موضحا أن "المساجد ودور العبادات مفتوحة في وجه الجميع، وتقوم بأدوارها بشكل طبيعي وعادي، والإيرلنديين متعاطفين مع المهاجرين، مؤسسات رسمية وسياسية واجتماعية، وأفرادا مع المهاجرين، ويتجلى ذلك في متابعاتهم وحضورهم لمختلف الأنشطة التي نقوم بها".

ولم يفت الفاعل الجمعوي أن ينوه بالدور الطلائعي للسفير المغربي لحسن مهراوي الذي "يقوم بعمل جبار في تقوية العلاقات بين البلدين، ويسهر على تطوير العلاقات القائمة دبلوماسيا بشكل جيد على جميع المستويات".

هذا وقال علي سالم بخصوص التكتل الجمعوي "بدون عمل جمعوي جاد ومسؤول وقوي لا يمكن بناء علاقات قوية مؤسسة على الثقة تضمن التواجد المغربي"؛ مضيفا "بدون عمل جمعوي لا يمكن للإنسان أن يفرض وجوده، فالعمل المنظم يفسح المجال لاقتحام جميع الميادين بأريحية وبسهولة والأهم هو انخراط واندماج الجيل الجديد (شباب 24 سنة) بسلاسة وسهولة لحمل مشعل مغاربة المهجر بالديار الإيرلندية، وتشبعهم بالفكر الجمعوي على اعتبار أنهم يتابعون دراساتهم الجامعية ولهم علاقات إنسانية مع الشباب.. لذلك فنحن نراهن عليهم لضمان مستقبلهم وتمتين العاقات والروابط الحضارية". فجمعية الصداقة المغربية الإيرلاندية "تقوم بالتعريف بالحضارة والروابط التاريخية بين البلدين، ونترافع عن قضية وحدتنا الترابية عن طريق الإقناع والنقاش والعمل الجاد" يضيف المتحدث نفسه .

وحسب علي سالم، فإن الجالية المغربية بإيرلندا تشكل "نسبة مهمة، حيث بلغ عدد المسجلين باللوائح النظامية ما يقارب 3000 مغربي، استطاعت مؤسسات البلدية ان توفر لهم رحلتين في الأسبوع من العاصمة نحو مدنية العيون ومراكش، فضلا على أن هناك عدة اتفاقيات شراكة تعزز الروابط المتينة بين البلدين في مجالات مختلفة تضمن الحقوق والواجبات للجالية المغربية (التعليم وتبادل وفود الطلبة..)؛ علاوة على العمل الجاد الذي تقوم به السفارة في تقريب الإدارة من المغاربة".