روض: كيف وقعت في غرام سلطة "التبولة" الدمشقية.. وهذه مكوناتها

روض: كيف وقعت في غرام سلطة "التبولة" الدمشقية.. وهذه مكوناتها مصطفى روض، وسلطة تبولة الشامية
اختار الزميل الكاتب والصحفي مصطفى روض، الكتابة عن الطبخ الذي عشقه و هو صغير بفضل والدته الطباخة.
وحسب ما أخبر به متابعيه بالفايسبوك، وعد مصطفى روض بأن يواصل الكتابة عن هذا الموضوع تحت عنوان: "ومضات غاسترونومية".
هذه الومضات - التي تنشرها
"انفاس بريس" بدأها ب "سلطة تبولة الشامية":
 
عندما دخلت دمشق و بدأت اندمج رويدا رويدا مع عادات سكانها و عاميتهم و طبخهم عام 1983 كانت تسحرني تسميات بعض وجبات الطبخ الشامي، و كعادتي عندما أصاب بهوس تعلم طبخ و إعداد اي نوع من الاكل، اعمل منذ البداية على الاهتمام به الى حين تسنح الفرصة لاجد من يساعدني في تعلم وصفته و طريقة اعداده، انشغلت في البداية بسلطة التبولة التي لم يكن ينبع سحرها من طعمها فقط، و إنما كذلك من سيميولوجية التسمية: التبولة و فعلها تبل، أي وضع على الاكل توابل.
 
و تعتبر التبولة سلطة لبنانية بامتياز و يسمونها ملكة السلاطات لما تحتويه من مواد غنية غذائيا و طبيا، و التي لم تخجل إسرائيل من سرقتها و الادعاء امام الغرب الرأسمالي بأن التبولة من صنعها و جزء من تراثها الغذائي على غرار ما تفعله مع باقي الاكلات العربية الفلسطينية. و ذات يوم، وجدت الفرصة لتعلمها عندما خرجت مع مجموعة من طلبة كلية الآداب و العلوم الإنسانية في نزهة بمنطقة الغوطة المحيطة بمدينة دمشق و المحتوية على بساتين و أشجار مثمرة كثيرة و شلالات و عدة فروع لنهر بردى الشهير و ارضها خصبة كما أن مياهها الغزيرة تمتاز بجودتها و بعذوبة استثنائية، فضلا عن أن الغوطة تحتوي أفضل العصافير و الطيور في العالم. و في داخل إحدى بساتينها الخلابة فرشنا الارض المعشوشبة و جلسنا نستمع إلى كوكتيل من الأغاني و الموسيقى الفلسطينية و اللبنانية و السورية بحسب الاذواق، و المجموعة كانت مشكلة من بلدان المشرق، و في لحظة بدأت طالبة لبنانية في وضع البقدونس و البندورة و البصل الطويل و مواد أخرى فوق صحن، اقتربت منها، فقالت لي انها ستحضر سلطة التبولة، و وجدت الفرصة مناسبة لكي أتعلم منها طريقة تحضيرها، و حبذت الفكرة عندما عرفت أنني مهووس بفكرة تعلمها. منذ اليوم، و التبولة، أعدها في كل مكان من العالم كنت ازوره. التبولة تحتاج إلى دقة، و هناك من يتباهى بتحضيرها فيستعمل القزبر بدل البقدونس لعدم قدرته على التمييز بينهما. وهذا ما عاينته ذات مرة في برنامج للطبخ بالتلفزة الارجنتينية، و كان الشاف يعد التبولة بالقزبر. لا بد من استعمال البقدونس، و هي المادة الرئيسية، تضاف لها البصل الطويل باستعماله كاملا بما فيه الجزء الاخضر، و قليل من البندورة و ورقتين من النعناع و فصة ثوم واحدة، و قليل من الخيار و مادة البرغل، و عندما لا يكون البرغل متوفرا، يستعمل الكسكس. ولا يستعمل الخل، و إنما فقط عصير الحامض و زيت الزيتون و الملح حسب الذوق، و هي ذاتها الصلصة المستعملة في السلطات اليونانية. و على منوال هذه السلطات الطيبة بدأت تظهر سلامات تبولة، بدل البقدونس، يستعمل السبانخ او الزعتر... على أية حال، فكرة التبولة سلطة الغاية منها أكثر من مجرد الانتفاع بها غذائية، و إنما الجانب الطبي الذي يعود إلى ما تحتويه البقدونس من معادن و فيتامينات مهمة يحتاجها جسم الانسان