فؤاد بلمير:المغرب يعرف انحرافات اجتماعية ولا للتهويل

فؤاد بلمير:المغرب يعرف انحرافات اجتماعية ولا للتهويل فؤاد بلمير
ظهور مجموعة من الفيديوهات على شبكات التواصل متعلقة بالعنف والاغتصاب تترك حالة من الهلع والرعب وسط المجتمع في غياب معطيات و إحصائيات دقيقة.
جميع الاختصاصيين عندما يتناولون الأسباب يتحدثون عن تحول المجتمعات في ظل العولمة. والمغرب طبعا منفتح و يعرف تحولات عميقة.
و أرى أن المغرب عرف منذ الاستقلال إلى اليوم عدة تحولات كبرى.فهناك برنامج الحد من النسل وانتقال المغرب من مجتمع ريفي إلى مجتمع حضري وهو ما فتح المجال للعديد من الانحرافات الاجتماعية déviances.فاليوم يعيش 70% من المغاربة في المدن،في حين أن هذه النسبة لم تكن تتعدى 25% في ستينيات القرن الماضي.وفي عام 2025 سيصل الرقم إلى 75%.هذا العامل يؤدى إلى مشاكل في السكن والنقل وبالتالي إلى انفجارات اجتماعية وتمظهرات جديدة.
لكن لا بد من الإشارة إلى التهويل عن طريق شبكات التواصل.فقد نتفهم الحديث في المقاهي عن ما يقع من عنف، لكن يجب الحذر في غياب أرقام لأن الدول التي نقول إنها متقدمة تكون فيها هي الأخرى الجريمة مرتفعة.
وأدعو إلى الصرامة مع السلوكيات الشاذة، وهذا ليس حلا نهائيا. فالحلول الإستراتيجية تتطلب وقتا طويلا بالاعتماد على
والأسرة و المساجد.
فخطب الجمعة، مثلا، لازالت تتناول مواضيع تجاوزها الزمن؛ فالإمام لابد له من تكوين في علم الاجتماع من أجل أن يربط
المقومات الدينية والحضارية مع التحولات التي تقع في المجتمع.فالأرقام تقول إن 13 مليون مغربي ومغربية يحضرون صلاة الجمعة، وهذه فرصة لتمرير خطاب يلامس المشاكل الاجتماعية.خطاب سيصل إلى أكبر عدد من المغاربة المعروف عنهم أنهم متشبثون بالفكر الديني والمعتقدات الدينية.فلابد من ترسيخ المسجد كمؤسسة إلى التنشئة الاجتماعية.
كخلاصة، عندما انهارت المدرسة، واندحرت الطبقة الوسطى المفروض فيها أن تحافظ على التوازنات الاجتماعية وتكون مصدرا لإنتاج النخبة، ضاعت منظومة القيم.
وتحدي المغرب اليوم هو التنمية، وهي حسب علماء الاقتصاد إنتاج الثروة.لكن هذه الأخيرة لابد من مصاحبتها
بمنظومة للقيم حتى يكون التحدي في مستوى الانتظارات.
فؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع