عبد الحكيم الزاوي: حول المغرب والجزائر.. نشوة هناك ونكسة هنا

عبد الحكيم الزاوي: حول المغرب والجزائر.. نشوة هناك ونكسة هنا مولاي عبد الحكيم الزاوي
بين المغرب والجزائر يصر التاريخ مرة أخرى على أن لا يسير في نفس المسار...على أن يعاند إرادة الشعوب. حراك هناك، وهدوء تسبقه العاصفة هنا. نشوة هناك، ونكسة هنا على هامش فعاليات كان مصر 2019... لربما قدر المنطقة أن لا يتوحد فيها مسار التاريخ إلا على نحو درامي...من يقرأ حوادث ما قبل الاستقلال وما بعده تظهر له رجاحة هذه الفرضية...
 ثمة حاجة راهنة إلى زمن احتمالي جديد تتبلور من داخله إرادة شعبين متجاورين، فرقتهما لعبة السياسة القذرة وهي تدفع بفكرة الاستقواء نحو واجهة الأحداث...حاولت جزائر بن بلة انطلاقا من مخزونها النفطي أن تقدم نفسها كقوة إقليمية في المنطقة، رد مغرب الحسن الثاني بالعمق التاريخي المغرب على الجزائر... بعيدا عن مجريات تاريخ كرة القدم بما هي أفيون العصر الجديد تقدم اليوم درسا وجيها للشعبين، هناك وجدان مغاربي مشترك يمكن أن نراهن عليه في بناء جبهة شعبية ناهضة، ما دامت السياسة أبعدتنا عن مدارات حلم الاندماح والتكثل... كرة القدم توحي بأن هناك شخصية مغربية عميقة لم تشخ بعد، يتردد صداها في سلوكيات أبناء المنطقة في الرياضة والفن...إنه المشترك الذهني الذي لا يزال يغتني بشخصيات مثل أبوليوس وسان أوغستان والمهدي بن تومرت وأحمد بابا التجاني وغيرهم...لا يمكن لأرض تامازغا أن تصدأ عن عمقها التاريخي رغم كل محاولات المسخ الاستعماري والافتراس الداخلي... فالتاريخ علمنا في درسه الأول أنه أكبر من حسابات السياسة والسياسيين...والفلسفة علمتنا هي الأخرى أن الإنسان أقوى من أي إرادة للاسيتلاب...