أي أفق مستقبلي لنسبة غير مسبوقة للحاصلين على شهادة الباكالوريا؟

أي أفق مستقبلي لنسبة غير مسبوقة للحاصلين على شهادة الباكالوريا؟ ماذا بعد فرحة الحصول على شهادة الباكالوريا؟
حطمت نسبة النجاح بشهادة الباكالوريا مع متم السنة الدراسية 2018-2019 كل الأرقام القياسية السابقة، فبين الدورتين الأولى والثانية وصلت نسبة النجاح إلى 78 بالمائة (77.96) وبلغ عدد الناجحين مامجموعه 253808 في كل الشعب وبين الذكور والإناث.
 
هذه الأرقام مفرحة وأدخلت السرور على مئات التلاميذ وأسرهم، لكن، يبقى سؤال وجيه يطرح نفسه: ماهو أفق الحصول على شهادة الباكالوريا في ضمان مستقبل آمن لأصحابها؟ لايشك أي أحد أن شهادة الباكالوريا هي تعتبر بمثابة قنطرة العبور نحو توجه جديد، والنجاح في حسن العبور هو ضمان وظيفة من الوظائف مؤهلة لضمان مستقبل مهني واجتماعي لنخبة معينة وليس للجميع، والإحصائيات الرسمية تؤكد ذلك.
 
فهذه النسبة المتيميزة من الحاصلين على شهادة الباكالوريا ستتسابق من أجل ضمان مقعد بالمؤسسات العليا (طب وهندسة وصيدلة ومراكز التكوين....) والتحاق نسبة معينة من الناجحين بمجموعة من الدول الأوروبية على وجه الخصوص لاستكمال دراستهم الجامعية بتخصصات متعددة. لكن هذه النخبة المشار إليها تتشكل من الحاصلين على المعدلات، وبشكل خاص المتوفرين على معدل 18 ومافوق. وتحديد هذه المعدلات له أهداف معينة، منها فتح باب تكوين الأطر العليا أمام النخب المتفوقة من جهة، وحصر عدد المتبارين في نسبة معينة قد لاتتجاوز الألف من أجل الإكتفاء ب300 أو200 تلميذ وتلميذة في نهاية المطاف.
 
وبعد أيام معدودة سيتم الإعلان عن النتائج النهائية لكل المباريات وعلى الجميع أن يقارن بين عدد الناجحين بها والعدد الإجمالي للحاصلين على شهادة الباكالوريا، فالنسبة العامة لن تفوق في أحسن الأحوال 10 بالمائة، والكل يتساءل: أين سيذهب الباقي؟ بالتأكيد سيبقى أمام الباقي باب واحد وهو الجامعات....والجامعات المغربية تمنح الشواهد ولا تضمن هذه الشواهد الحصول على عمل، وهذا هو الإشكال العويص الذي تعاني منه بلادنا منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكون الجامعات "تنتج" ذوي الشواهد العليا، من دون ضمان مسقبل... وهذه أكبر الصدمات التي تنتظر الحاصلين على شهادة الباكالوريا وهم يلجون مدرجات الجامعة من أجل ضمان مستقبل تعليمي وعبره ضمان مستقبل وظيفي واجتماعي.
 
انطلاقا من هذه المعطيات يتأكد أن النسبة العالية المسجلة ضمن قوائم الناجحين بالباكالوريا لن توازيها نفس النسبة بالثلث بضمان مستقبل اجتماعي وهذا هو الإشكال العويص الذي يعاني منه التعليم ببلادنا الذي أصبح توجهه مصابا بالعقم.