مدرسة "هاكا" الإسلامية بأمستردام بين المطرقة والسندان

مدرسة "هاكا" الإسلامية بأمستردام بين المطرقة والسندان مدخل مدرسة الهاكا بأمستردام

ستقوم المفتشية التعليمية NCTV بزيارات متكررة للتحقيق في ما تناقلته التقارير الصادرة عن جهاز الاستخبارات الهولنديةAIVD ، بخصوص ارتباطات مدرسه HAGA الواقعة بأمستردام الغربية الجديدة، حيث تمركز الجاليات المسلمة من أتراك، مغاربة وغيرهم.

وزير التعليم، سلوب، المنتمي للحزب المسيحي الموحد المحافظ طالب من إدارة الثانوية بالتعامل وقبول تحقيقات المفتشية التعليمية، وهدد بإغلاق الصنبور وإغلاق أبواب الثانوية في وجه التلاميذ.

الوزير لم يقدم دلائل تثبت تورط الثانوية المذكورة وعلاقتها بالسلفية الجهادية، لكنه بصدد العمل على صياغة قوانين تسمح له بإغلاق المدارس التي لا تلتزم بالقوانين الهولندية أو لا تعير اهتماما للفصل 34.

مسؤول مجلس الثانوية أتاكسوي رفض الاتهامات جمله وتفصيلا، مؤكدا أن الإشاعات التي يتم التسويق لها تريد النيل من المؤسسة التعليمية الإسلامية لا غير.

مارك روته، رئيس وزراء الحكومة الهولندية، حول إغلاق المدرسة المتهمة بعلاقتها بالسلفية الجهادية، أوضح أن

الوضع مقلق والمخابرات الهولندية بصدد التحقيق في الموضوع. لكن مارك روته رفض الخوض في موضوع العلاقة التي تربط المدرسة بالسلفية الجهادية، وصرح في المقابلة التلفزيونية الهولندية، بأن عمدة مدينة فيمكه هالسيما والمحافظ القانوني بلدية أمستردام يتابعان التطورات عن كثب؛ مضيفا أن المدرسة يجب أن تنتبه إلى وضعية التلاميذ وآبائهم. لكن مارك روته اعتبر إغلاق المدرسة الإسلامية سابقا لأوانه، لأن وزير التعليم سلوب بصدد النظر في الملف، وأن الإغلاق يتحقق بنتائج التحقيقات التي تقوم بها المفتشية التعليمية.

لكن هل المدرسة الإسلامية الواقعة بأمستردام الغربية رفضت التعامل مع المفتشية لإجراء التحقيق، سؤال طرح، ولكن الإدارة ترفض الاتهامات الموجهة إليه جملة وتفصيلا.

 

 

الحكومة الهولندية لم تكن قادرة على سحب الدعم المالي للمدرسة ورفضت ادعاءات الطرف الداعي إلى إغلاق المدرسه، لاسيما وأن التحقيقات المختلفة لم تكشف عن دلائل تثبت تورط المدرسة الإسلامية بالسلفية الجهادية.

وشدد مارك روته على ضرورة حرية المعتقد، لكنه اعترف بأن هناك ضعفا في وسائل المنع أو المراقبة لأي مدرسة سواء كانت كاثوليكية، بروتستانتية، يهودية أو مسلمة، لكن هذا لا يمنع من أن المدارس ملزمة باحترام القانون الذي يضمن حرية التعليم والمعتقد كما ينص عليه الفصل 23 من القانون المنظم للتكوين المدارس.

يذكر أن بلدية أمستردام بصدد التحقيق في إمكانية خلق مدرسة إسلامية بديلة للهاكا في التعليم الثانوي حسب وثائق توصلت بها جريدة الشعب الهولندية. غير أن عمدة مدينة أمستردام، فيمكه هالسيما والمحافظة القانونية لحزب العمل ماريولاين مورمان، اعتبرتا أن تأسيس مدرسة إسلامية أو غيرها ليست من اختصاصات الحكومة.

المخابرات الهولندية، وفي تقاريرها، تحدثت عن ارتباط وثيق للمدرسة بعناصر جهادية خارج البلاد، لكن لا وجود لدلائل تثبت ذلك، يؤكد مسيرو المدرسة المذكورة بأمستردام.

ومن جهة أخرى، تحدثت مصادر عليمة عن أن الأبناك الهولندية بصدد التفكير في إغلاق الحسابات البنكية التابعة لمدرسة الهاكا الإسلامية كورنيليوس، وقد قام بنك "ا ن خ و ا ب م" خلال الأشهر الماضية بتحقيقات خاصة لحسابات شخصية لمسؤولي المجلس المسبر للثانوية المذكورة، لكن التحقيقات ضربت عليها السرية التامة ولم يتم الكشف عن نتائج أو معلومات تهم التحقيقات، خاصة بعد المعلومات التي قدمتها تاكس فورس للأبناك في حالة حدوث شكوك حول مصادر التمويل أو حدوث أزمات تكون مرتبطة بحسابات أشخاص.

ويرى المدير المسير للثانوية الاسلامية، سونر اتاسوي، في التحقيقات البنكية محاولة لعرقلة عمل الثانوية وعرقلتها، لأنه حسب قوله لا يمكن للثانوية أن تقوم بعملها التربوي والتعليمي بدون أبناك، وقد نتعرض للتهميش والانغلاق، وهو سلوك استفزازي غير مقبول.

 

 

وفي شهر يونيو الماضي، تم استدعاء المدير اتاسوي لمقابلة خاصة مع بنك "ا ن خ" للإجابة عن عدة أسئلة، خاصة وأن مبلغا وصل إلى 32 الف يورو تم سحبه من البنك خلال فترة لم تتعد نصف سنة من حساب المؤسسة الإسلامية SIO التي ترتبط بها ثانوية هاكا.. جواب المدير أشار إلى ضرورة العودة إلى التقرير المالي السنوي الذي تمت المصادقة عليه من طرف مجلس الحسابات، لكن البنك لم يقبل بهذا الرد، لأن الوصولات المقدمة غير كافية.

وتحدثت جريدة الشعب De Volkskrant عن تسريب معلومات تشير إلى سحب مبالغ مالية كبيرة تحولت إلى حسابات شخصية لأتاسوي الذي أكد في ردوده أن المبالغ التي تم سحبها كانت بمثابة قروض تمت تأديتها لأصدقاء وأفراد من أسرته حصلوا contant على نقودهم، لأنهم رغبوا في ذلك؛ مضيفا أن تلك المبالغ كان يحتاجها فعلا لبناء ثانوية إسلامية في ظروف لم يكن لديه أجرة قارة! وتوصل أعضاء الثانوية المذكورة على رسائل من بنك "ا ب ن" لنفس الأمر، ولم ينج كذلك متطوع عمل بالثانوية كان يحصل على مبلغ هزيل لا يتعدى 50 يورو.

المخابرات الهولندية، في تقاريرها، تتحدث عن تورط علاقات أعضاء الثانوية عن متشددين سلفيين من إمارة القوقاز، وهي منظمة تقول عنها الأجهزة الأمنية السرية إنها إرهابية والاتهام موجه للمدير وأخيه.

وقال المدير أن الأبناك وغيرهم قاموا لسنوات عدة بمحاولات وإجراءات أورتودوكسية لعزل الثانوية الإسلامية ومحاصرتها بتطبيق حرب نفسية لخنق الثانوية بأمستردام.

فإذا تمت فعلا عملية إيقاف الحسابات البنكية للثانوية الإسلامية، فإنه لا يمكن تأدية أجور المعلمين وباقي العاملين أو سيتم الاعتماد على حسابات شخصية، وربما ستضطر الإدارة إلى التعامل مع أبناك أجنبية لضمان سير الرسالة التعليمية الإسلامية بأمستردام.