قبل الخوص في غمار النقاش لابد من إعطاء نبذة عن ماهية النضال الفئوي: مؤدى هذا الأخير هو أن كل فئة أو شريحة داخل المجتمع الواحد تناضل وتدافع عن ما تراه مناسبا لها ويخدم مصلحتها دون أخذ بعين الاعتبار الشرائح الأخرى حتى ولو كانت من نفس المجال.
فالمتتبع للمشهد السياسي بالمغرب سيتضح له بشكل جلي وملموس أن الحكومة في البلاد، في شخص العقل السياسي المدبر لشؤونها، قد نجح في تشتيت وحدة نضالات الشعب المغربي، بمعنى أنه رجح الكفة لصالحه، وجعل كل فئة تدافع عن ما تراه في مصلحتها، حتى ولو على حساب باقي فئات المجتمع.
وهذا ما تم الاعتماد عليه لتشتيت وحدوية نضالات الشغيلة التعليمية، من خلال جعل الأساتذة الذين فرض عليهم نظام التعاقد يناضلون لوحدهم وبإطار تنظيمي مستقل عن باقي شرائح الجسم التعليمي من أساتذة الزنزانة 9 وحاملي الشهادات العليا وضحايا النظامين، وهلم جرا من الفئات التعليمية، وفي بعض الأحيان نرى ثلة من الأفراد داخل نفس الفئة مضربين وآخرين لا.
كل هذا يدفعنا إلى القول أن الحكومة المغربية مازالت منتصرة إلى حدود كتابة هاته الأسطر على العقل الجماعي المشتت لجميع الفئات بشتى تلاوينها.
الأمر الذي يجعلنا أمام جملة من التساؤلات والإشكاليات، ألا وهي: من سيوحد هذا الشتات؟ وإلى متى سنصرخ صرخة واحدة في وجه الحكومة بالرغم من اختلاف المطالب أو بالأحرى المكتسبات؟ كلها أسئلة تبادر ذهن كل مناضل مبدئي غيور على مصالح الجماهير المادية والمعنوية.. والإجابة هي أن فئات المجتمع بكافة أشكالها هي الجهة الواحدة القادرة على قلب موازن القوى لصالحها، وذلك بالتخلي عن النضال الفئوي، أو ما يسمى بتقزيم النضال، وكذا نشر وعي مجتمعي تقدمي في صفوف الجماهير .
- محمد خردي، طالب شعبة القانون الخاص