المانوزي : مدخل لقراءة القصد السياسي الخاص لتقرير  مندوب الحقوق 

المانوزي : مدخل لقراءة القصد السياسي الخاص لتقرير  مندوب الحقوق  مصطفى المانوزي 
بعيدا عن الاستعمال السيء لنظرية المؤامرة ، وبغض النظرعن أهمية  وجدوى منهجية التدقيق والتحري وكذا تفكيك البديهيات والمألوف  في الخطاب الرسمي، ومن أجل تحصين روح النقد الموضوعي من أي انبهار أو تغرير أوترغيب أوترهيب؛ ينبغي التركيزعلى محتوى  التقرير بخلفية الكشف عن القصد الخاص، طبعا  بمعناه  المدني وكحمولة سياسية مفكر فيها، أي كهدف خاص يرومه التقرير في آخر التحليل أوالمطاف، باعتبار أن الأهداف العامة جلية.
من هنا وجب  التركيز على هوية حامل الرسائل أو مصدرها الحقيقي، قبل التسليم بهوية محرر التقرير أوعارضه ؛ فصحيح أن للمندوب الوزاري لحقوق الانسان  صلاحيات  المساهمة مؤسستيا في  الدور الحمائي والاستباقي، ولكن يبدوأن تقديم  التقرير وبعض الاستنتاجات  يوحيان، مع وبعد استحضار شخصية ومسار وعلاقات  المندوب كموظف سام منسق عرضانيا  للبعد الحقوقي في السياسات العمومية ، وعلى الخصوص سياق تعيينه في نفس الآن مع الرئيسة الجديدة لمجلس حقوق الانسان،  توحي تلك الاستنتاجات والتوصيات الى أن التقرير هو "  عرض  سياسي " بنفحة حقوقية  تتماهى مع البعد السيادي لتدبير نزاع  قديم / جديد  بين المركز والهامش،  فالقبعة لموظف  سامي له  تجربة في صياغة التسويات  بدعوى المصالحة والانصاف،  وبذلك وبغض النظر عن المعطيات " النوعية "، وبصرف النظرعن مدى جودة  الاستنتاجات والتوصيات المذيلة  للتقرير؛ فإن الهدف الخاص من التقرير هو خلق دينامية  وشروط جديدة  لتصفية البيئة الحقوقية وتطهير الاجواء السياسية من التوتر " الصامد "  في وجه مكلب القطع مع ماضي الانتهاكات الجسيمة ،  كإطار (ارضية )  يشتم منه  أنه يعرض نفسه بديلا  عن  ما عجز  عنه  "اجتهاد"  قيادة المؤسسة الوطنية السابقة ، وبالنظر عن التقريرالنهائي الذي  لم يقع نشره منذ سنوات،  فهل يمكن  اعتبار التقرير دفتر للتحملات لاستكمال تفعيل مقتضيات عملية سياسية استنفذت، أم ان الأمر  يتعلق بدفتر شروط  خاصة، على الطرف  المقابل في  المعادلة  أو  "المعارضة "  أن يذعن له  كمدخل لأي انفراج ، حتى لا نقول لأي تبييض للتعاقدات المتوترة، غيرأنه يمكن  التمني أن لا  يكون التقرير فرصة لإضعاف لإرادة الوساطات الوجيهة والمساعي الحميدة  ونقع في  فخ  "عدالة المنتصرين " أوالمصالحة على ايقاع "ايديولوجيا  المنهزمين " !
مصطفى المانوزي