المغرب يتوفر على كل المعطيات الجغرافية والطبيعية والبشرية والتاريخية والحضارية التي يمكن لها أن تكون قاطرة سريعة نحو تنمية مستدامة. ويمكن له أن يتقدم ويزدهر ويتطور وينمو سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا في ظرف وجيز جدا إن هي تكاثفت الجهود وتوحدت الرؤى والغايات والمرامي من أجل الإقلاع السياسي والاقتصادي والتغيير الجدري والشامل، ولربما قد لا يتعدى ذلك عقدا من الزمان..وبعدها نمسي مثل دولة أثيوبيا بالقرن الإفريقي التي كنا نعرفها ومعها دولة الصومال من أكثر بلدان العالم مجاعة و فقرا في زمان الثمانينيات، واليوم من كان يعرف دولة أثيوبيا بمجاعة الأمس فقد أصبحت من الاقتصاديات الصاعدة بإفريقيا ، إذ أن خطوط ملاحتها الجوية تعتبر الرائدة على مستوى القارة وقد أُعلن في الرباط فوزها بجائزة " أفضل شركة طيران إفريقية " للعام السابع على التوالي وذلك خلال الدورة الخمسين لجمعية شركات الطيران الإفريقية. وقد صنّف الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الخطوط الجوية الإثيوبية بأنها أكبر شركة طيران في إفريقيا، وفقًا للإيرادات والأرباح، إذ بلغت إيراداتها في العام المالي 2017 نحو 3.7 مليار دولار، وتقدم الشركة الخدمات الإقليمية والدولية في نقل الركاب والبضائع، إلى أكثر من 117 وجهة عالمية، عبر القارات الخمسة."01"
واقتصادها الأسرع نموا بفضل صناعتها الآخذة في التقدم كما أن عدد سكانها يصل إلى 100 مليون نسمة، وتعتمد في اقتصادها على الزراعة والصناعة والخدمات. والميزة التي تشتهر بها أثيوبيا، إذ هي الدولة الوحيدة بالقارة الإفريقية التي لم يستعمرها الغرب المسيحي ..لكل ذلك يعتبرها الخبراء كقوة اقتصادية صاعدة بإفريقيا..!!..
وتبدو ملامح الرؤية التحديثية لرئيس الوزراء الأثيوبي أيضًا من بعض المواقف منها تشكيل الحكومة الجديدة، التي حظيت فيها المرأة بعشر حقائب وزارية تمثل نصف عدد وزراء الحكومة، وهو أمر يبدو صعب التصديق في دولة افريقية بشكل عام، والأكثر أهمية أن رئيس الوزراء الأثيوبي أبدى في خطابه قناعة عميقة بدور المرأة، حيث قال أحمد في خطاب إعلان الحكومة أمام البرلمان إن المرأة ستساعد في محاربة الفساد لأنها أكثر كفاءة، و"أقل فسادًا من الرجل".تبدو ملامح الرؤية التحديثية لرئيس الوزراء الاثيوبي أيضًا من بعض المواقف منها تشكيل الحكومة الجديدة، التي حظيت فيها المرأة بعشر حقائب وزارية تمثل نصف عدد وزراء الحكومة، وهو أمر يبدو صعب التصديق في دولة افريقية بشكل عام، والأكثر أهمية أن رئيس الوزراء الاثيوبي أبدى في خطابه قناعة عميقة بدور المرأة، حيث قال أحمد في خطاب إعلان الحكومة أمام البرلمان إن المرأة ستساعد في محاربة الفساد لأنها أكثر كفاءة، و"أقل فسادًا من الرجل"."02"
نعم يمكن أن نكون الأفضل إقليميا وقاريا ودوليا في المستقبل القريب لكن ليس بهذه النخبة السياسية التي قال عنها المؤرخ والمفكر عبد الله العروي ( النخبة الحاكمة في المغرب “جاهلة” وأقل وطنية من التي سبقتها ) ويتجلى ذلك فيما نعيشه من سيرك وبهرجة وخرجات وشطحات فلكلورية لا تنتسب لعالم السياسة قيد أنملة بل السياسة بريئة منها ما تبرأ الذئب من دم يوسف عليه السلام …!!
يمكن لنا أن نتقدم ونصلح تعليمنا وصحتنا وكل مؤسساتنا لكن ليس بالدعاء والبكاء على الأطلال ولا بالتمني ولا بالترجي ولا بالنيات الصادقة بل بالممارسة الفعلية على أرض الواقع وبالتغيير والتجديد ويكون ذلك بفضل نخبة سياسية جديدة وقادرة وواعية ومثقفة ووطنية.. وتكون في المستوى المطلوب ولها من القدرة والكفاءة والخبرة ما يؤهلها لرفع شعارات التحدي وإعادة التوازنات الماكرو اقتصادية والميكرو اقتصادية وتخفيض المديونية العامة وتطوير المجالات الصناعية والتقنية مع تأهيل الموارد البشرية ودمجها في محيطها الاجتماعي والاقتصادي والاستفادة من خبرتها وعلومها مع إعادة ترتيب البيت الداخلي المغربي وتنقيته من كل الشوائب والمضرات تحت شعار (حكامة وتدبير وتسيير عقلاني وترشيد لكل نفقات الدولة والقضاء على كل ما من شأنه تعطيل أو توقيف عجلة التنمية و الإصلاح )...!!؟؟ولنا في أوكرانيا ورئيسة وزرائها أكبر نموذج في ترشيد النفقات…!!
وكل هذا لا ولن يتحقق ، ولن يكون حقيقة يمكن أن نعيشها ونلمسها كمواطنين ومواطنات على الأرض بل يبقى حلم كل المغاربة الأحرار وأجندتهم نحو المستقبل ، نحو مغرب المستقبل القوي باقتصاده الوطني المهيكل و بمسؤوليه الحكوميين ولو كانوا تكنوقراطيين وتلمس فيهم رجالات دولة بحق كما كان لبعض أسلافهم ،ويفكرون نحو المستقبل البعيد لتنمية وازدهار الوطن ومنافسة إقليمية ودولية لنبني جميعا المغرب الحضاري الديمقراطي المنفتح مغرب الثقافات ..مغرب السياحة بجباله الأطلسية الشامخة وصحرائه الفسيحة وبحاره الممتدة وأرضه الغنية بسهولها ونباتاتها وأشجارها ومعادنها الثمينة و بموارده البشرية المؤهلة التي تهاجر نحو العالم بحثا لها عن العيش الكريم…!!
هوامش :
01-https://arabcogito.org/ar/الخطوط-الجوية-الأثيوبية-تحتل-صدارة-ترتيب-شركات-الطيران-
02-الإفريقية https://www.elbalad.news/3543695 02