الطغمة الإدارية ببريد المغرب تدفع القطاع إلى المجهول

الطغمة الإدارية ببريد المغرب تدفع القطاع إلى المجهول

"الطغمة الإدارية ببريد المغرب تدفع القطاع إلى المجهول"، عبارة من بين العبارات التي عنونت البيان الاستنكاري للنقابة الوطنية للبريد، فرع جهتي مراكش أكادير، والذي تضمن عدة معطيات جد خطيرة تخص قطاعا حيويا بالبلاد. فبعد مسلسل المفاوضات مع النقابات الأكثر تمثيلا، وما راج بعد ذلك في صفوف الشغيلة عن نتائجه التي تضمنت الاتفاق على زيادة عامة لكل المستخدمين، ناهيك عن المنح والتعويضات الخاصة بكل وظيفة، وأن هذه المستحقات سيتم صرفها يوم 28 فبراير 2019، كما جاء في بيان جهة الصحراء لنفس النقابة ونفس المركزية؛ عدد من البيانات الأخرى لنفس القطاع على مستوى المغرب ككل توصلت بها تخص كل من خريبكة طنجة تطوان، بما فيها بيان المكتب التنفيذي، حيث سردوا مجموعة من الخروقات المتوالية لمسؤولي بريد المغرب، وطالبوا بالكشف عن بيانات الأجور، إذ أن الحوامل المعلوماتية لهذه البيانات ظلت فارغة؛ وأيضا طالبوا بتدخل المجلس الأعلى للحسابات لما يظهر أنها خروقات يجب التحقيق فيها.

هذه المأساة التي تصل حد المهزلة أمام صمت ضارب للجهات المسؤولة في دواليب الدولة، لا يمكن أن نستنتج منها إلا مباركة مبدئية لتدمير القطاع ككل وتهيئته ليشمله مسلسل الخوصصة.. الطاعون الهيكلي الذي أصاب قطاعات عدة، ودائما يأتي هذا على حساب الشغيل ومن عرقها ودمائها. فما معنا أن تصدر بيانات تشمل خروقات متعددة وتبقى الأجهزة القضائية المتخصصة في صمت قاتل، وأيضا جميع المسؤولين باختلاف درجة مسؤوليتهم في حالة كمون، وكأن كل ما جرى ويجري أصبح من المسلم به في وطننا، أو أنه ربما من صميم تقاليدينا العريقة؛ وفي حقيقة الأمر ربما يكون كذلك. فالفساد أصبح مكونا رئيسيا يشوب مختلف مناحي الحياة العامة بالبلاد، والتلاعب بمصير فئة عريضة من أبناء هذا الوطن، وقوة عاملة ذات وزن كبير على المستوى الإنتاجي هو شيء عادي، مادام الأمر لا يمس أجور وتعويضات الوزراء والبرلمانيين والمسؤولين الكبار بأجهزة الدولة.

وإذا اضفنا هذا لما قدمته حكومتنا المزركشة من إنجازات، كيف ننتظر تنمية حقيقية؟ كيف يمكن الرفع من المستوى المعيشي لفئة الفقراء؟ وكأن ما يحدث يزيد في التفقير.

فما معنا أن تصل درجة الاستهزاء بالشغيلة البريدية إلى حد عدم ضمان الحوامل المعلوماتية لبيانات الجور وتبقى فارغة.. هل بلادنا أصبحت تدور كل العجلات بها نحو الخلف؟ أم أننا نحن ضعيفو النظر؛ فربما أن المسؤولين يعملون على تجديد تلك الحوامل حتى تستوعب الزيادات والمنح المبرمجة، وبعد أن يفتح كل بريدي موقعه سيجد به قفة كقفة رمضان، فاستعد أيها البريدي لحمل القفة.