تتعدد أسباب ومشاكل تساقط الشعر، الذي تعاني منه معظم السيدات بالعالم، ففي الوقت الذي تعتقد فيه أغلب النساء أن المشكل مرتبط بسوء التغذية والعناية الخارجية للشعر، يرجع السبب الحقيقي في كثير من الأحيان إلى أسباب أخرى قد تجهلها معظم النساء.
ولمعرفة هذه الأسباب تجيبنا الدكتورة إيمان أنور التازي أخصائية التغذية والتحاليل المخبرية في حوارخصته ل "أنفاس بريس" عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي لتساقط الشعر.
وقد قالت بهذا الصدد " أنا أتعجب كثيرا لمن يعتبر الشعر مجرد غطاء خارجي، ولا يعتبره جزءا من الجسم تغذى على غذائه و ينمو من خلال ما يستقبله من القيت الذي يصل اليه عبر الدم، تماما كباقي الأعضاء الأخرى"!و ما يزيدني استغرابا، أنه بالرغم من نفيي التام لوجود وصفة سحرية أو مستحضر فعال 100% لعلاج جميع مشاكل الشعر، فأنا لا أزال أستقبل، و بشكل يومي، كما هائلا من الاستفسارات المتمحورة حول مكونات وصفة أو اسم مستحضر سحري قادر على أن يعيد للشعر حياته من جديد !بل إن هذا النفي غالبا ما يمثل إجابة صادمة بالنسبة للكثيرين !
و الحقيقة أن أغلبكم قد تعود الرد على مشكلته الجمالية أو الجلدية بوصفة تضم مكونين أو لائحة مكونات سحرية، و حين يمدح صاحب الوصفة أو المستحضر التجميلي نتائجه الفورية و المبهرة ( بالرغم من إهماله لتأثير المشاكل الصحية التي عادة ما تكون مرتبطة بالنظام الغذائي ) فإنكم تسرعون لتجربته حتى و إن كلفكم ذلك أموالا طائلة ! إن الأمر ليس بهذه السهولة، ويكفي أن تدرسوا دورة نمو الشعر حتى تتيقنوا بأن الوصفة السريعة السحرية تلك ليست إلا أكذوبة، وبأن الدواء الذي يعالج جميع مشاكل الشعر دفعة واحدة لا وجود له لحد الآن ! و لكن جميع ما قيل سابقا، لا يجعلنا نهمل الدور الهام الذي يلعبه الغذاء الخارجي و الموضعي في الحفاظ على صحة الشعر، فالأقنعة الأسبوعية و حمامات الزيوت تقوي الشعر و تجعله أكثر صحة و جمالا و ترتيبا، لكن هذا الدور التكميلي لا يمكنه أن يتحقق في وجود حالة مرضية معينة قد يكون مشكل تساقط الشعر مثلا عارضا من أعراضها. كما لاحظت من خلال تجربتي أن النساء فور ملاحظتهن لتزايد تساقط شعرهن، تبدأن البحث عن الخلطات وعن المكملات، بل وتجربن جميع ما يقال لهن سواء في الحمامات أو الصالونات أو الجلسات النسوية أو حتى عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ! لكن للأسف غالبا ما تكون النتيجة عكس ما حلمن به !
وأن تساقط شعر فلانة ليس بالضرورة هو نفس السبب لدى صديقتها أو جارتها، وبالتالي لن تنفع نفس الخلطة مع جميع السيدات حتى وإن كانت هندية أو آسوية أو من أشهر خبراء العالم كما يدعون !! ولا تتوقعن أبدا أن يحول هذا المكمل الغذائي أو ذاك شعرهن الضعيف الباهت إلى قوي لامع فقط لأن الممثلة أو النجمة امشهورة أشادت بنتائجه ! ما يجب على جميع النساء معرفته أن لضعف أو تساقط الشعر أو توقف نموه أسباب كثيرة مرتبطة بالحالة النفسية،أو الوراثة، وفي أغلب الأحيان يكون السبب سوء الغذاء.
ففقر الدم مثلا الذي يكون تساقط الشعر عارضا من ضمن أعراضه، لا يمكن إيقافه الا بعلاج المرض وعودة الهيموكلوبين الى نسبته الطبيعية . وبالتالي، فإن تناول الأغذية الغنية بالحديد، وحمض الفوليك مع الابتعاد عن معيقات امتصاص هذا المعدن، يساعد على علاج المرض و من ثم اختفاء الأعراض المصاحبة له.
واعتبرت الاخصائية أن البروتينات تعد عنصرا أساسيا لتكوين الشعر ( الكيراتين)، ويؤدي نقصها الى ضعف الشعر وتساقطه. وتدخل فيتامينات المجموعة B كذلك الى جانب الزنك في نمو الشعر وتكوينه، كما ننصح أيضا بتناول الغذاء الغني بفيتامين A وE ، والغني بالأحماض الأساسية والسيلينيوم والكبريت واليود والكالسيوم…
جميع هذه العناصر يوفرها الغذاء الصحي المتوازن الذي يضم اللحوم خاصة الأسماك، والخضروات المتنوعة خاصة الورقية الداكنة اللون، والفواكه، والبقول…
وذكرت الأخصائية التغذية، بأن المشاكل التجميلية ومن ضمنها مشاكل الشعر، غالبا ما تشكل عارضا مرتبطا بوجود خلل ما على مستوى أحد أعضاء الجسم، و بالتالي وجب معرفة السبب و علاجه قبل الشروع في علاج الأعراض. لذلك قبل الشروع في أخذ أي وصفة أو خلطة أو مكمل وجب عليكن زيارة طبيب مختص في الأمراض الجلدية، والذي بدوره سيطلب مجموعة من التحاليل على رأسها الحديد والزنك وفيتامين D وهرمونات الغدة الدرقية ...واعتمادا على نتائجها يكون التشخيص الصحيح ويتم علاج المرض الذي يعد تساقط الشعر مثلا عارضا من عوارضه.
نصيحتي : ابحثي عن السبب قبل البحث عن العلاج.