لزرق : حكومة العثماني يسودها منطق المحاصصة وغياب الحس الوطني الذي يستحضر دقة المرحلة

لزرق :  حكومة العثماني  يسودها  منطق المحاصصة وغياب الحس الوطني الذي يستحضر دقة المرحلة رشيد لزرق

 ان ما يلاحظ  اليوم هو ان اعضاء حكومة العثماني  يشكلون تركيبا لخليط غريب عجيب من التقنقراط و السياسيين، الجزء الاكبر منه غير معروف نسبيا؛ و الجزء الآخر مجهول تماما حتى بالنسبة  للمهتمين.
كما أن  تكريس الجهوية المتقدمة  وترسيم اللاتمركز يجعل عدد أعضاء الحكومة مبالغ فيه، خاصة وان هناك عددا غير يسير من اعضاءها دخلوا للحكومة من منطق الترضيات الحزبية،  بحيث نجد ان تكوينهم لا يتتاسب مع القطاعات الموكولة لهم، مما جعل الشكوك منذ تنصيب الحكومة، تكبر حول قدراتهم في تنزيل البرنامج الحكومي، المعلن من طرف العثماني، و يكفي أن نعود هنا الى سيرهم الذاتية المنشورة، للخروج بخلاصة  مفادها ان هذه التشكيلة يصعب عليها العطاء بالشكل الذي تفرضه المرحلة أو في الحد الادنى المطلوب.
و يكفي هنا متابعة طريقة تدبير الملفات الحارقة، ومن الحركات الاحتجاجية التي تندلع بين الفينة والأخرى  للتاكد بأن عندنا بالفعل حكومة عاجزة ولا قدرة تدبيرية لها في مواجهة طوفان المشاكل والازمات،
و هو عجز  ظاهر يحول  دون تحقيق التضامن الحكومي في حده الأدنى،  حتى اننا نكاد نجزم باننا امام حكومة بدون رئيس لها قادر على خلق بوثقة مؤسساتية تذيب الخلافات، و تعزف لحنا واحدا  تجعل تحمل المسؤولية السياسية هو عنوانه الرئيسي مع نا يصاحبه من التجرد من التراشقات السياسية والايديولوجية،  والتحلي بقيم رجال الدولة الذين يجعلون من المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار. ويصبح في إطارها كل وزير سواء كان تحت قبة البرلمان او عبر وسائل الاعلام، منخرطا  بالفغل في البرنامج الحكومي حتى ولو لو لم يكن لاعلانه هذا اي اثر حقيقي على ارض الواقع .
هكذا  اذن ارى  ان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني باعتباره المسؤول السياسي الاول بات  مدعوا أكثر من أي وقت مضى الى التحلي بالحس الوطني العالي، و ويبادر بتعديل لطاقمه الحكومي،  بشكل واضح بعيدا عن منطق التسريبات والتسريبات المضادة حول المغادرة الوشيكة أو القدوم لهذا الوزير أو ذاك ؛ بل ينبغي عليه تعديل هيكلة الحكومة ككل بشكل  يصالح بين التوجهات المحددة و الطاقم الحكومي المعين لتنفيذها.
لان التردد المبالغ فيه يجعل الشلل  يخيم على العديد من مرافق الادارة في انتظار الحسم الرسمي في الاسماء الحكومية وفي من سيبقى ومن سيغادر.  وكذلك في ظل تراشق سياسي ؛و اعمال لغة رفع الصوت بين الاغلبية الحكومية في الكواليس وخلف  الابواب المغلقة التي تحركها دوافع سياسية صارت بمرور الوقت مكشوفة ومعلومة للجميع، حيث لا منطق سوى المحاصصة الحكومية، يغيب فيه الحس الوطني العالي الذي يستحضر دقة المرحلة. ان تنصل  بعض اعضاء الحكومة من المسؤولية السياسية او تقاذفها، برمي الكرة لهذا الفريق او ذاك، او هذا القطاع او ذاك هو تصور ساذج ، لانه لا يمكن ان يكون هناك وزير ناجح في حكومة فاشلة..

*رشيد لزرق  خبير الشؤون الدستورية والبرلمانية