يرى الفاعل الجمعوي، عثمان الغنامي، الذي يشتغل على موضوع هجرة القاصرين المغاربة الغير المراففين بإسبانيا، أن هذه الظاهرة وصلت إلى مستوى قياسي، وأن مراكز حماية الطفولة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من القاصرين؛ معتبرا أن حل هذه الظاهرة معقد جدا..
+ ما هو حجم ظاهرة هجرة القاصرين المغاربة بإسبانيا؟
- الواقع أن ظاهرة هجرة القاصرين غير المرافقين المغاربة نحو إسبانيا قد وصلت مستوى قياسي، حيث أن أعداد هؤلاء القاصرين تضاعف بشكل ملموس خلال السنتين الأخيرتين لدرجة أن عدد القاصرين المتواجدين بمراكز الإيواء تجاوز 12.500 قاصر مغربي، وهذا ما نتج عنه حالة شبيهة بالفوضى أمام عدم قدرة مصالح حماية الطفولة الاستجابة لهذا الكم الهائل من الحالات، لدرجة أن العديد من هؤلاء القاصرين كانوا مضطرين للنوم بمخافر الشرطة قبل نقلهم لمراكز إيواء خلقت بشكل شبه عشوائي وأخرى موجودة اضطرت لمضاعفة من طاقتها الاستيعابية أصبحت أمام هذا الاكتظاظ عاجزة عن القيام بعملها التربوي تحولت إلى مراكز استقبال في ظروف مؤسفة. وهو ما نتج عنه مجموعة من المشاكل مست بالسير الطبيعي لهذه المؤسسات التي يفترض أنها موجودة لحماية هؤلاء القاصرين. وتطورت هذه المشاكل لتمس التعايش اليومي لسكان الأحياء التي تتواجد بها هذه المراكز أو التي تم استحداثها، حيث أصبحت الساكنة ترفض وتحتج على وجود مثل هذه المراكز بها.
+ وكيف هو وضع القاصرين المغربة الغير المرافقين بمدينتي سبتة ومليلية؟
- بالنسبة لسبتة كما امليلية، فالمدينتان، وبحكم وضعهما كمدينتين حدوديتين، فإنهما تعتبران إلى جانب منطقة الأندلس وكاطالونيا ومدريد وبلاد الباسك، أكثر المناطق معاناة لهذه الظاهرة، حيث أصبحت المدينتان عاجزتين عن الاستجابة للأعداد المتزايدة يوما بعد يوم من القاصرين المغاربة الذين يفدون على مراكز حماية الطفولة. من هنا يمكن أن نفهم الإجراءات الاحترازية التي لوحظت مؤخرا بالمدينين للحد من توافد المزيد من القاصرين، ويمكن لأي شخص يمر بالديوانة أن يرى بأم عينيه الأعداد المتزايدة من القاصرين المتواجدين هناك، والذين يتحينون الفرص لامتطاء أي عربة للولوج إلى سبتة. نفس الشيء يمكن ملاحظته في المنطقة المحاذية لميناء سبتة.. كلنا تتبعنا المآسي التي أودت بحياة عدد من هؤلاء القاصرين الذين كانوا يهمون بامتطاء حافلة أو شاحنة.
+ وما هي الحلول الممكنة لمعالجة هذه الظاهرة.
- ليس من السهل الحديث عن حلول جاهزة، فالموضوع كثير التعقيد له علاقة بمجموع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها هذه الفئة من الأطفال وعائلاتهم. ورغم الحديث مؤخرا عن إمكانية تفعيل اتفاقية موقعة بين المغرب وإسبانيا لإعادة هؤلاء القاصرين لبلدهم، فإن هذا الحل يصطدم بمجموعة من المعيقات القانونية المرتبطة بالحقوق الدولية التي تحمي القاصرين، تتطلب تفعيل مجموعة من الآليات تضمن شروط عودة هؤلاء القاصرين ورغبتهم في ذلك واستعداد عائلاتهم لاستقبالهم ثم إعادة إدماجهم تربويا تعليميا مهنيا في البلد الأم الذي نعرف جميعا الصعوبات التي يعاني منها... هناك شق آخر من الحل هو العمل الوقائي التربوي الذي يمكن أن نقوم به من هنا، أمام الهوس الخطير الذي أصبح يعيشه القاصرون للهجرة نحو أوروبا.