تعد شركة هواوي-شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية و الالكترونيات من الشركات الفتية التي حققت الريادة العالمية، وباستحقاق وفي زمن قياسي، أسست سنة 1987 بواسطة ضابط صيني، حيث أزاحت عملاق الاتصالات الأمريكي آبل عن الصف الأول، وباتت تضاهي رقم واحد عالميا شركة سامسونج الكورية .
وجاءت هذه النتيجة المشرفة للتكنولوجيا الصينية انعكاسا، لاستحواذ الشركة على نسبة كبيرة من المبيعات والصفقات داخل البلاد و خارجها، حتى أن بريطانيا العظمى بالأمس، لم تستغن عن خدمات هواويلبناء شبكات 5 جي، بالرغم من التحريض الأمريكي المستمر، على خلفية احتمال استغلال هواوي لصالح أنشطة الصين التجسسية على الغرب .
هذا النجاح الصيني الباهر لم يرق للرجل المريض الأمريكي ،و لما لم يستطع التباري الشريف ، عبر التنافس الاقتصادي الذي يعطى الامتياز للذي يقدم أحسن الخدمات بأقل الأثمنة -وهي خاصة من خصائص الشركات الصينية -اختار الرئيس الأمريكي -غريب الأطوار- شن حربا اقتصادية مدمرة على شركة هواوي، وذلك بالزام الشركات الأمريكية ذات الصلة بعدم التعاون معها، وفي مقدمة هذه الشركات العملاق جوجل، الذي بدون استعماله في الهواتف الذكية تفقد كل قيمتها !
ومنذ الأسابيع الأولى لحرب العصابات الترامبية على التنين الصيني، بدأت تظهر نتائج الكيد الأمريكي الخبيث، الذي أصاب الشركة في قلبها النابض، وهذا سيؤثر في القادم من الأيام في ترتيب هواوي العالمي ويقلص توسعها الكاسح .
ويبقى للصين حاضنة الشركة المكلومة الحق في الرد وفي الدفاع عن نفسها، وهذا ما ظهر في أول ردود الصينيين، بالمعاملة بالمثل وبالضبط عدم شراء الهواتف الامريكية وتبديلها بهواتف هواوي لمساندة شركتهم و مواساتها في محنتها الحالية .
في تصوري ان الصين وباقي الدول المتضررة من حرب العصابات الاقتصادية الترامبية ، كتركيا وروسيا إيران ...عليها تشكيل تكتل اقتصادي تبدع بدائل عن أسلحة أمريكا الاقتصادية والتكنولوجية ،كصناعة باحث بديل لجوجل مثلا ...ولما لا فأحادية القطب الاقتصادي ليست في صالح الأمن الاقتصادي العالمي ،علما ان هذا الامن ضروري للأمن السياسي و العسكري العالمي، ألم تساهم أزمة 1929 الآتية من أمريكا –وول ستريت –في تدشين الحرب العالمية الثانية التي أتت على الأخضر و اليابس ؟
فليعتبر المعتبرون !