لحسن لزاوك: إلى أين أنت ماض يا وطني؟!

لحسن لزاوك: إلى أين أنت ماض يا وطني؟! لحسن لزاوك

... طال انتظارنا، وأنتم تعرفون بصواب نداءاتنا، والجميع يشهد بمشروعية مطالبنا، ورغم ذلك، لم تنصفوننا.

تحركتم من أجل شهدائنا ومفقودينا وأسرانا، وأخرجتم ترسانة قوانين لفائدة مكفولي أمتنا، ما جعلنا على يقين أنكم ستحققون كل مطالبنا!.. لكن.. ربما بعد انقراضنا، لأنكم في حياتنا ترفضون تمكيننا من حقوقنا، وهكذا لم تنصفوننا.

اعترفتم بمشروعية إطارنا، وأقررتم برقي مسيرتنا النضالية، كما انبهرتم لسلمية احتجاجاتنا الحضارية..  وأنتم تتفحصون ملفاتنا، تألمتم لأحوالنا! ومع ذلك تجاهلتم مطالبنا، ولم تنصفوننا.

جيشتم جيشا من الأعوان والمحققين للبحث في صحة بؤس أوضاعنا، واطلعتم على فراغ أرصدتنا، وأدلينا لكم بتصاريح انعدام ممتلكات لنا، ولما اتضح لكم جليا صحة ادعاءاتنا، رقت قلوبكم لأحوالنا! فأبدعتم -جزاكم الله- في إيجاد حلول لنا.. لتضليلنا وليس لإنصافنا...

كنتم أكثر سخاء و كرما مع من خانوا وطننا وصنعوا انفصالنا وأبدعوا في مآسينا.. تشكروننا لتفهمنا.. نعذركم! فالعالم يشيد بجرأتكم في "إنصافنا ومصالحتنا" وفي جبر خواطر مجرمي حروبنا.. أما نحن، حماة الوطن أبناءكم، ولأنكم توهمتم بخدشنا لهيبتكم بمطالبتنا المستمرة لكم، فإنكم امتنعتم عن تمكيننا من حقوقنا، فلم تنصفوننا..

حين أزعجكم صوتنا، ها نحن نراكم تضغطون للحيلولة دون انتشارنا، بعد أن كنتم قد بحثتم في ماضي كل مناضلينا، وتتبعتم خطواتنا وكل تدويناتنا، ولما تيقنتم من وفائنا ونبل وصدق وطنيتنا، وتبين لكم "خلاء سوقنا"! قبلتم مجالستنا ومحاورتنا. ومع ذلك، لم تنصفوننا.

فإلى أين أنت ماض يا وطني؟!

فلنا الله يا وطني..