عبد الرحيم هريوى: من ذكرى ملعب سطيف بالجزائر إلى ملعب رادس بتونس

عبد الرحيم هريوى: من  ذكرى ملعب سطيف بالجزائر إلى  ملعب رادس بتونس عبد الرحيم هريوى
كفانا حكرة وإهانة و لا بد من توقيف هذا الظلم المتعمد، ولنا وقفة كمغاربة مع تاريخ الكرة الإفريقية المعاصرة لإيقاف هذا العبث بدواليب الكاف ..!!؟؟ يمكن أن تسميها ما شئت لكنها لا تخرج عن المهزلة الإفريقية الكبرى..وإنه لموعد للمغاربة وللجسم الرياضي ككل مع التاريخ وإعادة الاعتبار للكرة المغربية وللوطن معا...! وحتى لا تنسى الذاكرة الرياضية المغربية ما تعرض له نادي الرجاء البيضاوي بسطيف سنة 2015 على يد " حسن حمار" ليتكرر السيناريو نفسه من جديد و بنفس الأساليب والطرق اللاحضارية وفي نفس البطولة الإفريقية في رادس بتونس على يد جماهير الترجي التونسي في المهزلة الإفريقية الكبرى التي تناقلتها شاشات العالم بأسره.!!؟
وكفانا حكرة ممن نظنهم أشقاء الأمس في العروبة و الأخوة...!!؟؟ وأمسى من المفروض على المغاربة أن يغيروا من سلوكياتهم في تعاملهم وعلاقتهم مع إخوتهم وأشقائهم العرب، ويعاملونهم الند بالند ،فكيف تدين تدان.. وكفانا حكرة وإهانة.. فلا بد أن نعطي لهذا الشعب الكريم والمتسامح وهذا الوطن الغالي والعزيز على قلوبنا حقه الكامل، بعزة نفس و بكرامة وأنفة وما يستحقه من غيرة ودود عن مصلحته حاضرا ومستقبلا ، وبذلك يعطينا الآخرون قيمتنا و مكانتنا و تواجدنا كبشر حضاري ومنفتح ومتسامح ونسلك الطرق الإنسانية والأخلاقية مع من يستحقها و يعاملنا بالمثل، وحتى لا يعاملنا الآخرون دون اعتبار لنا و لكينونتنا ولتواجدنا و لمكانتنا الإقليمية والقارية والدولية كشعب ووطن فوق هذه الأرض السعيدة...!!؟؟ لذلك كله؛ فلقد حان الوقت أن نعامل نحن المغاربة من نظنهم من الأشقاء العرب بنفس السلوك والمعاملة الغير اللائقة إن لم نقل السيئة، وحان الوقت كذلك كي ندفن تلك اللغة الميتة التي أمست من الماضي في هذا الزمان، والتي تعبر عن نغمة لم تبق تتناسب مع ما يجري في عصرنا الحاضر من معاملات بشرية مصلحية بالأساس، وعادة ما نسمع عبر أكثر من قناة وطنية - ( ولقد تم استقبال الإخوة والطاقم والوفد المرافق له من الدولة الشقيقة الفلانية بالحفاوة والترحاب وكرم الضيافة وبالتمر والحليب والورد وهلم جرا...)
وما يحز في النفوس الحرة الطيبة طبعا هو المعاملة بالحكرة والكراهية.. وكل النفوس الحرة طبعا لا ترضى ولن تقبل بالذل والهوان،والتي تكره الحكرة والدونية. وحين تتنقل البعثة و الجماهير المغربية للدولة الفلانية الشقيقة التي استقبلناها البارحة بالترحاب و أغدقنا عليها من خير الشعب الكريم كل ما من شأنه أن يقوي أواصر علاقاتنا كعرب و إخوة، من رابطة الملة والدم والتاريخ واللغة.. لكن ما تصادف عندهم إلا ما قاله الشاعر : إ ذا أكرمت اللئيم تمردا
إنها من الأشياء التي تحز في نفس الإنسان الحر، والتي لا ترضى بالذل والإهانة، وكيف أمسى يعاملوننا أبناء جلدتنا ..؟؟؟ فهذه جارتنا الجزائر لو استطاع جنرالاتها وزعيمهم العسكري "القيد صالح" أن يحجب عنا الشمس والهواء لفعل، وما توقفت استفزازاتها يوما على أكثر من مستوى. والذاكرة الكروية المغربية تحتفظ لنا بما وقع لبعثة نادي الرجاء البيضاوي مع رئيس فريق سطيف الجزائري حينذاك "حسن حمار " سنة 2015 وقد استنكر النادي البيضاوي ما تعرض له من استفزازات واعتداءات جسدية ولفظية من طرف الجماهير والرئيس نفسه، إضافة للأمن المحلي الجزائري واصفين ما حدث" بالمجزرة" وعلق الإعلام الوطني حينذاك بعناوين كبيرة و معبرة "مباراة سطيف تحولت من عرس رياضي إلى حرب سياسية" وانضاف التحكيم التونسي الذي أشرف على الفصل بين الأشقاء بالإنصاف والعدل لإكمال المعمعة المطبوخة على نار هادئة، ليغادر الرجاء بالركلات الترجيحية حينها رابطة الأبطال الإفريقية مع تقديم شكوى للكاف الذي تتحكم فيه لوبيات وأخطبوط متشعب برؤوس شتى، وكما يقول المثل المغربي "حاميها حراميها" فلا تنتظرون من الكاف أن تنصفكم وهي على ما هي عليه اليوم، فما عليكم إلا أن تقولوا ما قاله ابن الدار طارق بن زياد رحمه الله لجيشه لما أراد فتح الأندلس : العدو من أمامكم والإخوة الأشقاء العرب يتربصون بكم كل التربص من وراءكم وما عليكم إلا تقوية جبهتكم الداخلية والاعتماد على ذواتكم وأنفسكم وإصلاح بيتكم وذات بينكم دون أن تنتظروا العون من بني جلدتكم.. !!؟؟
واليوم وما تعرضت له الجماهير الودادية هي الأخرى من تنكيل في رادس على يد جماهير محسوبة على الترجي التونسي وما تعرضت له الكرة المغربية من حيف وظلم ضد كل القيم والأعراف الرياضية والإنسانية . زد على هذا ما عرفته أكثر من مقابلة مع الأشقاء بلغتنا الدبلوماسية المعتادة أمام الأهلي المصري فحدث ولا حرج"وبالعلالي" سواء مع حسنية أكادير أو النهائي ضد بركان والبحث الدقيق الذي أقدم عليه الحكم الأثيوبي كي يهدي الكأس للمصريين رغم أنف المغاربة كلهم ومن خلفهم ومن وراءهم ..!!؟؟
إنها لغة الحكرة يا سادة من طرف السادة العرب لهذا الشعب الكريم ،الذي ما فتيء يبحث هو عن كل الأعذار والذرائع للأشقاء على أن تبقى لحمة التواصل والمحبة والود والأخوة متماسكة، لكن إنها أسطوانة مشروخة أكل عليها الزمان والدهر معا، وحاتم الطائي،أسطورة كرم الجاهلية كان يعيش زمانه أما هؤلاء العرب اليوم فإن معاملتهم لنا كشعب ظلت دوما محط تساؤلات كثيرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ولنا في ما يقع اليوم مع أصدقاء البارحة الإمارات والسعودية أكثر من دليل للأزمة الصامتة التي تمر منها هذه العلاقات ورغبة المغاربة في البحث عن فتح قنوات الصلح بين الأشقاء الخليجيين بعد الحصار المفروض على قطر..وتصويت السعودية ضدنا في استضافة كأس العالم والقيام بحملة لجمع الأصوات لأمريكا لهذا كله لا نقول إنهم يحتقروننا أو ذاك نوع من الحكرة تجاه الشعب المغربي من طرف العربان في معاملاتهم معنا. فاليوم لغة المصالح الوطنية هي التي تتحكم في جل العلاقات البشرية سواء وسط المجتمع الواحد او مع باقي دول المعمورة، فالكرامة وعزة النفس والقوة في التواجد بين البشر وإعطاء القيمة للوطن وأبنائه لها علاقة بسياسة الدولة وحكوماتها المتعاقبة و التي لابد عليها أن تقدر مواطنيها وتحترمهم وتدافع عنهم وعن مصالحهم بشتى السبل وليس بنهج الأساليب الملتوية وإعطاء القيمة المثلى للآخر مهما كانت فصيلته أو نسبه على أبناء جلدتك ووطنك ، وما أمسى المغاربة يعيشونه من سوء المعاملة والحكرة يحتاج لأكثر من وقفة وتساؤل على صعيد أكثر من مؤسسة وطنية.. في وقت هناك دول تحمي مواطنيها عند انتشار أول خبر عن حدث ما تتعرض له جاليتها وتستنفر حينها جميع القنوات للتتبع والدعم والمساندة وإرجاع الحقوق للمتضررين بشتى الطرق القانونية والدبلوماسية وغيرها
ونتمنى بالفعل أن تتحرك كل الفعاليات السياسية والمجتمعية والرياضية وتتوحد الكفاءات والأطر في خندق واحد و تتضافر جميع الجهود من طرف كل المغاربة الأحرار الغيورين على كرامة وعزة هذا الوطن ، سواء داخل المغرب أوخارجه، ويتم التفكير في آليات للإشتغال على المدى المتوسط، وعلى جميع المستويات الثقافية والإعلامية والاجتماعية للرفع من قيمة الإنسان المغربي والدفاع عنه وعن مصالحه في جميع المحطات وبأي نقطة من العالم كي نقوي لديه الاعتزاز بتواجده و بانتمائه لوطنه وأرضه المغرب ...وبالله التوفيق..!!؟؟