هل تخطط فرنسا لطرد المراكشيين والاستيلاء على مدينتهم؟

هل تخطط فرنسا لطرد المراكشيين والاستيلاء على مدينتهم؟ سياح أجانب بساحة جامع الفنا (أرشيف)

أمام استفحال بعض السلوكيات التي أصبح يعاني منها المغاربة بمدينة مراكش، والصادرة عن الأجانب أو المغاربة الذين لهم علاقة بمجالات ومحلات تجارية يهيمن عليها الأجانب، والتي أصبح المغاربة يشكلون فيها أقلية، مثل الإقامات السكنية المغلقة التي أصبح يشكل فيها الأجانب، خاصة الفرنسيين، الأغلبية؛ أصبح المغاربة يعانون الأمرين داخلها بسب بعض القيود التي أصبحوا يفرضونها داخل تلك الإقامات، والتي أصبح الهدف منها هو التضييق على السكان المغاربة الذين أصبحوا يستسلمون للأمر الواقع ويغادرون نحو أماكن أخرى.

والأخطر من ذلك هو أن هذه التصرفات العنصرية التي تحمل في طياتها أكثر من معنى أخطرها ـوهو الذي أصبح يقلق أبناء الحمراءـ أن مدينة مراكش ستصبح مدينة خاصة بالأجانب، وما على أبنائها والمغاربة بصفة عامة إلا حمل أمتعتهم والبحت لهم عن مكان آخر. الشيء نفسه أصبح يعاني منه رواد بعض المطاعم والمقاهي التي أصبحت حكرا بسبب سلوكيات أصحابها على الأجانب، حيث أصبح المغاربة يتفادون الاقتراب منها، خاصة وأنهم يعلمون بأن السلطات بالمدينة على دراية بذلك لكنها لم تتخذ اي اجراء في حقهم وأبرز نموذج لذلك مقهى البريد بشارع كليز، والذي لم يعد للمغاربة مكان بها بسبب تصرفات أحد الفرنسيين المكلف بتدبيرها، إذ لم يعد يخفي عنصريته تجاه روادها من المغاربة وكأنها مقهى مخصصة فقط للأجانب، فكلما دخل مغربي إلا وقابله نادل أو مسير المقهى بتصرفات ومضايقات مستفزة مثل إخباره بأن هذا المكان محجوز أو أنه مخصص للأكل، مع أن المقهى تكون فارغة من الزبائن ولا توجد بالمكان الذى يريد الزبون المغربي الجلوس فيه إشارة إلى أنه محجوز، كما يفعل أصحاب المقاهي المشهورة حين يضعون عبارة محجوز فوق المائدة التي تكون محجوزة ويقومون بتوجيه الزبائن نحو أماكن أخرى بكل أدب واحترام. نفس الشيء أصبح أبناء الحمراء وزوارها من المدن الأخرى يعيشونه مع بعض الملاهي الليلية التي حرمت على المغاربة وأصبحت حكرا على الخليجيين والأجانب.

فهل هي بداية التحضير لطرد المراكشيين من قلب مدينتهم والإلقاء بهم في الضواحي؟ هل سيتكرر نفس السيناريو الذي وقع أيام غزو الفرنسيين للمدينة العتيقة، حيث اقتنوا رياضات المراكشيين، وأصبحت أحياء بكاملها ملكا لهم، بل أصبح الشعار الرائج آنذاك أنه على المراكشيين التوجه نحو مدينة تامنصورت، أما وسط المدينة فهو للأجانب.

إن ما تعيشه مراكش اليوم، والذي لا تشعر به السلطات ويتغلغل بشكل بطيء، هو ظاهرة العنصرية التي تجذرت بالمدينة الحمراء، لا يبشر بخير فالأمر يتعلق بعملية استيطان ممنهجة للأجانب على حساب أبناء المدينة الذين سيجدون أنفسهم غدا يعيشون على هامش مدينتهم التي بنوها بأنفسهم وأصبحوا يعاملون فيها وكأنهم مخلوقات جرباء على مرأى ومسمع من السلطات.