ما الفرق بين أصحاب الكهف وأحزاب الكهف المغربية؟!

ما الفرق بين أصحاب الكهف وأحزاب الكهف المغربية؟! رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وفي الإطارات: إدريس لشكر، محمد ساجد، امحند العنصر ونبيل بنعبد الله

هناك قصة في القرآن الكريم تحمل ألف معنى ودلالة ومغزى هي قصة أصحاب الكهف، وتحمي قصة الفتية الذين اختاروا التمرد على الحاكم الظالم وحياة الزهد، بالاعتصام داخل كهف مظلم، ودون أن يدروا أنهم ناموا ثلاثمائة وتسع سنوات، قبل أن يبعثهم الله من نومه، ليجدوا كل ما حولهم قد تغير.

قصة أصحاب الكهف تشبه إلى حد ما قصة أكثر من ثلاثين حزبا مغربيا، ينامون في كهوفهم أربع سنوات ويستيقظون في السنة الخامسة، لاقتسام غنائم الانتخابات للعودة من جديد إلى سباتهم داخل كهوفهم المظلمة، بعد أن يحكموا إغلاق "دكاكين" أحزابهم ومواقعهم الإلكترونية بالشّمع الأحمر.

صحيح ليست كل الأحزاب "سواسية" في اختيار حياة "الكهوف" عوض المشاركة في الحياة السياسية، لكن أغلب الأحزاب يتقاسمون مع "الدّببة" غريزة النوم "البيات الطويل"، ولا يستيقظون إلا لملء بطونهم بطرائدهم التي تمنحهم "السّعرات الحرارية" في سنوات السّبات "المقدّس"، بدليل أنّ المغاربة لو تسألهم عن أسماء زعماء الأحزاب المغربية، ربّما لا يحصون خمسة أو أقلّ، ويتعرفون على رموز الأحزاب أكثر من أسماء زعمائها، باستثناء زعماء الأحزاب "الشّعبويين" الذين تتداول أسماؤهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما عدا ذلك كل الأسماء الأخرى يعلوها "الغبار" داخل كهوفها إلى حين افتتاح موسم "الانتخابات" وموسم "التبوريدة"!!

لذا من الطبيعي أن يستيقظ "أصحاب الكهف" المغاربة، ليجدوا مغربا آخر، ومواطنين بوجوه شاحبة، و"بيجيديين" مكتنزين من فرط آثار "نعمة" العيش الرغيد، فيسألون: كم لبثنا؟ قل لبثتم خمس سنوات في "الشّخير" والنوم في "العسل"، وتركتم المواطنين يشربون من "قطران" الحكومة الأصولية!!

من الطبيعي أن يستيقظ "أهل الكهف" بتثاؤب، ليجدوا سعد العثماني أكثر وسامة وأصغر عمرا، وعبد الإله بنكيران بلا "لحية" وهو يجلس على "تقاعد" من ذهب يتحلق حوله "الحواريّون" في بيته، وأمينة ماء العينين بلا حجاب ولا "سيدي زكري" و"مانكان" بالطاحونة الحمراء، ومصطفى الخلفي بلسان أطول مما كان، ومصطفى الرميد بحقيبة وزارية "وهمية" ليس فيها سوى "معدة" شرهة لهضم حقوق الإنسان المغربي، وعبد العزيز الرباح "سلطان" القنيطرة مدينة الأشباح (...)!!

من الطبيعي أن يستيقظ أصحاب الكهف من سباتهم لرؤية حزب "بوغطّاط" مازال جاثما على صدور المغاربة، ورؤية "مصّاصي" الدماء، لينخرطوا في لعبة شرب دماء المغاربة مثل "خفافيش" ليلية من فرط العيش في ظلمة وظمأ الكهوف!!

من هنا تتكرر قصة أصحاب الكهف لتصبح خير "إسقاط" على الغفوة الطويلة والسّبات الرتيب لمعظم الدّكاكين الحزبية المغربية التي لا تختلف عن "الكهوف" في برودتها وغيابها وانفصالها عمّا يربطها بالحياة وإحساسها بآلام المغاربة!!

(تفاصيل أوفى عن هذا الملف تقرؤونها في العدد الحالي لأسبوعية "الوطن الآن")