وتناولت البروفيسورة نينا تاندون تجربتها الطويلة في مجال الطب التجديدي وعلم نسخ الطبيعة لزرع الخلايا في الأنسجة والأعضاء والتي توجتها بالتوصل إلى تأسيس أول شركة في العالم تقوم بتطوير عظام بشرية حية لإعادة بناء الهياكل العظمية، مشيرة إلى أن العالم يقف على أعتاب قفزات طبية غير مسبوقة عبر تسخير القدرات الهائلة للخلايا البشرية، واستغلالها في تحسين نمو الأنسجة والأعضاء البشرية.
وأكدت أنها تتابع بحماسة كبيرة جهود دولة الإمارات في المجال الطبي خصوصا تلك الخطوات التي قطعتها في مجال تقنيات زراعة الأعضاء وتوظيف دراسات العلاج بالخلايا والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقدرت تاندون قيمة الانفاق على قطاع زراعة الأعضاء في العالم بنحو 32 مليار دولار ، سواء من خلال نقل أعضاء حية أو أخرى اصطناعية.
وقالت المحاضرة إن الطب البشري بات قريبا من تسخير الطبيعة لخدمة عمليات الاستشفاء، مشبهة الأمر بعمليات الصيانة الذاتية على الطرقات والجسور وغيرها من مشاريع البنية التحتية، موضحة أن تلك الدراسات ستشكل تحولا كليا لمنظومة الطب والعلاجات القائمة في الوقت الراهن.
وأكدت أن الانتقال إلى المستقبل لم يعد أمرا صعبا، مضيفة.. "تقربنا التطورات الهائلة في العلوم المرتبطة بدراسات العديد من الأطباء في مختلف دول العالم من التعرف على أدوات الطب البشري في المستقبل"..
وأوضحت العالمة الامريكية أن الخلايا البشرية تمدنا بطاقة تفوق بعشرات الآلاف من المرات الطاقة التي يمكن أن تصدرها النجوم، إلا البشرية بدأت في السنوات الأخيرة في دراسة الإمكانية من تسخير تلك الطاقة واستغلالها بشكل أمثل، وهو ما تسبب في تحقيق علاجات فائقة التطور كانت إلى وقت قريب أقرب إلى الخيال.
وشرحت البروفيسورة نينا تاندون نظريتها التي سعت إلى الربط بين التكنولوجيات الحديثة وتكنولوجيا الأعصاب وزراعة الخلايا، كاشفة عن نجاحها في تطوير عملية توليد الأنسجة في الغضروف والعظام، فيما تخضع تلك العملية لمزيد من التجريب والاختبارات السريرية.
وأوضحت أن اعتماد تلك العمليات سيحدث طفرة في عالم زراعة العظام والغضاريف، لافتة إلى أنها عملت على تطوير الابتكار نفسه لمدة 10 سنوات متتالية.
وأشارت إلى أن الفكرة تبرز في توليد الأنسجة التي يتم أخذها من الجسم بتقنيات حديثة ومن ثم يتم إعادتها في مواضع الخلل في العظام سواء منطقة الكتف أو الرقبة ليتم الانتقال في مرحلة لاحقة إلى مناطق المفاصل والركبة.
وأضافت إن العلم الطبي الحديث استطاع خلال العام 2016 من إعادة برمجة الخلايا بالاستعانة بلغة الحاسوب وتم التمكن من التعرف إلى الرموز الوراثية للخلايا التي ستساعدنا في اكتشافات علمية أوسع نطاقا وتوفير علاجات سريعة وفعالة.
وطالبت الجهات الحكومية والمجتمع المدني بدعم الأبحاث الحديثة التي تعتمد على ما يعرف بالطب الرقمي، مشيرة إلى أن مؤسستها تلقت دعما مؤخرا بـ15 مليون دولار من مؤسسات كثيرة منها مؤسسات كليفلاند في أبوظبي لخدمة الأبحاث التي تستهدف تجويد حياة البشرية.
وبسؤالها حول كلفة التصنيع الدوائي الكميائي مقارنة بالتصنيع الرقمي الحديث أوضحت أن التصنيع الرقمي سيخفض كلفة الاستشفاء في المستقبل لأن العقاقير الطبية أثبتت أنها تعطي نتجة إيجابية لـ40% فقط من مستخدميها على عكس العلاجات الرقمية والتي يمكن أن تكون أكثر إفادة للمريض وأقل سعرا.