علي امقران: كذبة المرجعية الدينية..

علي امقران: كذبة المرجعية الدينية.. علي امقران
الدين الرسمي للمملكة المغربية دستوريا هو الإسلام، والمغاربة مسلمون بغض النظر عن فتور في التدين عند عدد لايستهان به منهم، إلا أن أحدا منهم لا يقبل رميه بالكفر أوالزندقة أو التشكيك في علاقته بخالقه مهما صدر منه من مخالفات تدخل في خانة المحرمات الشرعية، والذي يحمي الدين دستوريا هو ملك البلاد، فهو أمير المؤمنين ويشرف شخصيا على الحقل الديني كونه رئيسا للمجلس العلمي الأعلى ويفتح المساجد في وجه عموم المغاربة ليقيموا فيها صلاة الجماعة والجمعة وباقي الأنشطة الدينية ويمارسوها بحرية على العموم ويكون الإمام والخطيب نائبين عنه في إمامة الناس وإرشادهم في أمور دينهم ودنياهم بنهج منسجم مع وسطية الدين واعتداله، مما يجعل الحجة قائمة عليهم في ضرورة الطاعة له وعدم الخروج عليه، والدعاء له بصلاح الدين والدنيا.
إلا أننا نصطدم بطوائف تنازع الأمر أهله وتنصب نفسها عن جهل أو تجاهل أوصياء على المغاربة المسلمين كونهم على الحق وغيرهم على الباطل، فهم الفرقة الناجية، وحملة لواء الإسلام وظل الله في الأرض ومرجعياتهم في ذلك سلف الأمة وخلفها من الصالحين وحتى المعصومين!.
الإسلام واحد والنبي واحد، فلم إذا كل هذه التوجهات والاختلافات التي تقف حجرة عترة أمام تدين المغربي العامي المسلم، وتضعه في مفترق الطرق تائها بين أفكار وايديولوجيات دخيلة على المجتمع لم يسمع بها من قبل في آبائه الأولين، فهو يصدم بأفكار سلفية راديكالية تريد أن تحصر الدين في فهم السلف دون اجتهاد رغم تطور العصر، ويصيبه الذهول مستغربا مذهب "الإخوانية" الحركية التي تريد أن تجعل من الإسلام السياسي مطية لحكم المجتمع.
أنا لا أطعن في نوايا أي كان، لكني لاأستسيغ بث الفرقة والاختلاف عن قصد وغير قصد بين المغاربة، والاتيان إليهم بدين جديد في نظرهم، وهم الذين ألفوا عقيدة أبي الحسن الأشعري، وعاشوا بين أحضان فقهاء على المذهب المالكي منذ ما يزيد عن اثني عشرة قرنا، واستأنسوا بظواهر مغربية أصيلة كقراءة الحزب الراتب والأذكار بعد الصلوات وختم الدعاء جماعة، والالتزام بالدين دون تشدد أخذا بالوسطية التي هي سمة الإسلام، "وكذلك جعلناكم أمة وسطا."، فهم بذلك لا يتقمصون لباس التزمت ولا يأخذون بالفتاوى المستوردة من أصحاب المرجعيات الدينية التي هي في الحقيقة ليست مرجعية الإسلام الحق، ولكنها مرجعيات أشخاص وأنظمة تريد إشاعة البلبلة وإثارة القلاقل داخل المجتمع.
مغربي سلفي - بالمفهوم الحركي- مغربي جهادي، مغربي إخواني، مغربي شيعي، ألقاب وتسميات لم نسمع بها في آبائنا المغاربة الأقحاح الأقدمين.
اتركوا المغاربة المسلمين على فطرتهم التي فطرهم الله عليها لايعرفون تشددا ولا تزمتا ولا إرهابا، ولايبغون عن العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي حولا، يقرؤون القرءان جماعة والبردة واللطيف في المساجد والمناسبات، ويصلون الجماعة والجمعة، ويتبرؤون من كل فكر دخيل ومن الدخلاء،.
اتركوا المغاربة لنواياهم الطيبة ودينهم الوسطي المعتدل.
علي امقران، دكتوراه في العقيدة والأديان، نائب رئيس حوار العقائد والرسالات.