الدكتور طناشري: لهذا يجب حماية قطاع تحسين نسل الأبقار من المتطفلين

الدكتور طناشري: لهذا يجب حماية قطاع تحسين نسل الأبقار من المتطفلين بدر طناشري الوزاني
إن قطاع تحسين النسل وتطوير الموروث الجيني لقطيع الأبقار يعرف السنوات الأخيرة عشوائية كبيرة بسبب مزاولة عملية التلقيح الاصطناعي للأبقار من طرف جمعيات وأشخاص متطفلين على الميدان ؛ولاينتمون لا لجمعيات مربية للأبقار ولا للأطباء البياطرة. وهم أشخاص يعملون بدون مراقبة وبدون شرعية، وفي غياب تام لأي رخصة، يستعملون خصيبات البذور مجهولة المصدر والجودة ولا تدخل في الإستراتيجية الموضوعة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات في برنامج المغرب الأخضر لتحسين إنتاج اللحوم الحمراء وتحسين إنتاج الحليب.
هؤلاء التقنيون أصبحوا يشترون سيارات ومستلزمات عمليات التلقيح ؛ويقومون بعملية التلقيح بدون رقيب وفي بعض الأحيان يتطفلون حتى على مهنة الطب البيطري التي هي مهنة منظمة بموجب ظهير شريف 1-93.
كذلك يعرف القطاع تواجد بعض الجمعيات الأخرى التي تقوم بهذه العملية؛ هي جمعيات لا تنتمي لجمعيات منظمة كما لا تتوفر على العدد الكافي من المنخرطين يمكنها من النشاط في هذا القطاع؛ وتستعمل عددا كبيرا من السيارات والتقنيين بشكل لا يتناسب مع عدد الأبقار المعنية بالتلقيح.
وهاته العشوائية سهلت في ظهور بعض الشركات الانتهازية التي تقوم ببيع خصيبات البذور والأدوات المستعملة في عملية التلقيح لأي شخص يرغب في ذلك حتى و لو لم يكن ينتمي للميدان وليس له ترخيص. كذلك لاحظنا ظهور جمعيات أخرى تدعي توفير تكوين " تقني ملقح" في ظرف 24 ساعة مقابل مبالغ مالية. وهذا نعتبره استهتارا تاما بالمنظومة الكاملة ؛ يجعل الهاجس الوحيد لاصحاب مثل هذه المبادرات هو الربح السريع و استغلال هذه الفوضى..
لهذا، ولكل ما تم ذكره؛ أصبح قطاع تربية الأبقار بالمغرب مهدد بعدة مظاهر أهمها:
- إفشال إستراتيجية المغرب الأخضر لتطوير وتحسين النسل
- مساهمة هؤلاء المتطفلين على القطاع على نقل عدد من الأمراض المعدية للقطيع من ضيعة إلى اخرى
- استعمالهم أدوية مهربة أو غير مرخصة.
ونخلص إلى القول أن عملية التلقيح الاصطناعي هي ليست فقط، وضع الحيوانات المنوية في رحم البقرة ،بل هي منظومة توالد شاملة، تبدأ بعملية مراقبة صحة البقرة وصحة رحمها، وبعد ذلك اختيار بذور مناسبة لهاته البقرة وكذلك دراسة جودة التوالد في كل ضيعة ووضع إستراتيجية عامة لإنجاح هذا التوالد.
وفي ظل كل هذه الاكراهات، تؤكد الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة استعداد الأطباء البياطرة الخواص انخراطهم في تقنين القطاع مع إشراك جميع الفاعلين في القطاع و المعترف بهم لدى المصالح الوصية، من خلال اعتماد إستراتيجية واضحة تحكمها ضوابط قانونية تحدد مسؤوليات كل فاعل على حدة في هذه العملية. وتعتبر الهيئة، أيضا، الطبيب البيطري الخاص شريكا أساسيا وجوهريا لإنجاح هذا الإصلاح، لان عملية التلقيح الاصطناعي لدى الأبقار تعتبر جزءا من العمل اليومي للطبيب البيطري الذي يقوم بالإشراف اليومي و المستمر على صحة القطيع؛ وتوفير الشروط الصحية الملائمة خلال أية عملية تلقيح من اجل الرفع من مؤشرات نجاحها؛ مع حرسه على اختيار جودة البذور المرخصة واعتماد التزاوج المعقلن، وذلك حرصا منه على التطوير المستدام للموروث الجيني لدى القطيع الوطني، و في انخراط تام ومسؤول في مخطط المغرب الأخضر التي اعتمدته بلادنا لنهوض بالقطاع.
و أود في الختام أن أذكر بأنه ثم انعقاد اجتماع جهوي منظم من طرف المدير الجهوي للجهة الدار البيضاءـ سطات لوزارة الفلاحة والصيد البحري من خلاله قام ممثلو المجلس الجهوي الوسط للهيئة بسرد كل هذه المشاكل؛ وكذلك سوف يتم انعقاد اجتماع في الأيام القليلة القادمة بين وزارة الفلاحة و الصيد البحري (مديرية إنتاج السلالات) والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة للتدارس مسودة قانون جديد للتلقيح .
ويبقى هاجسنا الوحيد هو المساهمة في إنجاح البرنامج الموضوع من طرف الوزارة الوصية للنهوض بقطاع تربية المواشي الذي يعتبر من روافع المساهمة في الإنتاج الداخلي القروي.
 
الدكتور بدر طناشري الوزاني، رئيس الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة