ذ. المسعودي: المصرحتان عفاف وأمال يعانيان من "متلازمة استوكهولم" بعد تعاطفهما مع المتهم بوعشرين

ذ. المسعودي: المصرحتان عفاف وأمال يعانيان من "متلازمة استوكهولم" بعد تعاطفهما مع المتهم بوعشرين محمد المسعودي (يمينا) وتوفيق بوعشرين
وهو يعلن نهاية رده على ما تضمنه الرأي الاستشاري للفريق الأممي العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، تقدم الأستاذ محمد المسعودي نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بالشكر الجزيل لهذا الفريق الذي حفزه للبحث والتمحيص في ادعاءاته المتعلقة بملف المتهم توفيق بوعشرين، وخلال جلستين متتاليتين، هدم ممثل النيابة العامة كل ما اعتبر أساسيات ضمن هذا الرأي.
في هذا الجزء الثالث، تنقل جريدة
"أنفاس بريس" أقوى فقرات هذه المرافعة خصوصا وما تضمنته من تفاصيل ستجعل ملف المتهم بوعشرين المدان ب 12 سنة سجنا، حافلا بالمفاجآت في مرحلته الاستئنافية..
"متلازمة استوكهولم"
بعد أن أكد الأستاذ محمد المسعودي تشبت المصرحات بأقوالهن كن أدلين بها في مواجهة المتهم بوعشرين، ومفادها أنهن كن ضحايا للاستغلال الجنسي من طرف هذا الأخير، ووقعن على محاضر الاستماع إليهن، بكل عفوية وتلقائية وبملء إرادتهن الحرة والمختارة، تم الاستماع لهن في المحكمة، باستثناء من أدلين بما يثبت تعذر مثولهن أمام القضاء، ورغم ذلك وكلن محامين للدفاع عنهن كمطالبات بالحق المدني، ومنهن من تكبدن بكل شجاعة عناء حضور جل اطوار المحاكمة خلال المرحلة الابتدائية رغم المضايقات والضغوطات. 
ووصف ممثل النيابة العامة، حالتي المصرحتين عفاف وامال، بانها تندرج ضمن متلازمة ستوكهولم، وهي ظاهرة نفسية تصيب الضحية عندما يتعاطف او يتعاون مع عدوه أو من اساء إليه بشكل من الأشكال، بل يظهر الضحية بعض علامات الولاء للمعتدي كوسيلة من وسائل الدفاع عن الأنا حسب خبراء علم النفس، وهو ما يجعل حسب ممثل سلطة الاتهام يفهم كيف ان عفاف ومعها امال تعانيان من هذه المتلازمة تجاه المتهم، ولم يفهما ان النيابة العامة في صفهما تدافع عنهما وعن عرضهنا وشرفهما الذي دنسه المتهم بأفعاله.. بل تعرضهما للإغواء والتغرير والضغط.
فالمصرحة عفاف، استمع إليها كضحية تحرش جنسي فقط من طرف الشرطة القضائية في ظروف جد عادية وفي احترام تام لكرامتها كامراة وكينونتها كانثى، لكن بعد ذلك ظهرت في شريط فيديو تتهم الضابط الذي استمع إليها وحرر لها المحضر بانه زور عليها بأن جعلها ضحية، ثم تقدمت بشكاية في مواجهته من أجل التزوير والإجبار على التوقيع أمام الغرفة الجنائية بمحكمة النقض مباشرة عبر دفاعها الذي هو احد أعضاء دفاع المتهم نفسه (النقيب زيان)، وهي الشكاية التي تم الحكم بعدم قبولها لعدم احترامها الإجراءات القانونية، ولأن الشريط والشكاية يمسان الضابط، تقدم هذا الأخير بشكاية مباشرة ضد المعنية بالأمر من أجل التشهير في وسائل الإعلام والتجني عليه باتهامه بدون وجهةحق بالتزوير، معززا شكايته بشريط تظهر فيه عفاف وهي تقرأ بصوت مسموع تصريحاتها المضمنة في المحضر بشكل عفوي وتلقائي دون اي إكراه أو إجبار، وقد احيلت عفاف على القضاء  في حالة سراح وأدينت ابتدائيا واستئنافيا من أجل ارتكابها جنحتي التبليغ عن جريمة تعلم بعدم حدوثها والقذف.
وتساءل ممثل النيابة العامة عن السر وراء هذا التراجع، مستطردا بالقول أن عفاف ضحية تحرش بعد ظهورها في شريط من الاشرطة رفقة المتهم بوعشرين تلبي غرائزه الجنسية، وهي أيضا ضحية إغراء ووعود من طرف ملعب المتهم، مكتفيا بالإشارة أنها قبل المحاكمة تم تنقيلها للعمل بالرباط من طرف المتهم انتقاما منها، وخلال المحاكمة أرجعت للدار البيضاء!
فيما يخص المصرحة أمال، فإنها لم تستجب لأمر المحكمة بالقدوم للاستماع لشهادتها، ليعثر عليها داخل مسكن أحد اعضاء هيئة الدفاع (النقيب زيان) مخبأة داخل الصندوق الخلفي لسيارة في ملكية المصرحة حنان بالرباط. ونفى ممثل النيابة العامة تعرض امال للضغط من قبل الضابطة القضائية كما جاء على لسان الدفاع، بدليل انها بمجرد خروجها من مقر الضابطة القضائية، اخبرت متابعيها بأنها تحمد الله، وقد تم التعامل معها بمنتهى الرقي شاكرة كل من يسأل عنها.. وأكد الأستاذ المسعودي أن أمال خضعت لضغط من طرف ملعب المتهم ليس إلا من أجل التراجع عن تصريحاتها وتم التغرير بها.
مناورات المتهم
بروح الاعتراف قدم ممثل سلطة الاتهام تحية خاصة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي نقلت بكل صدق وامانة تصريحات جميع المصرحات وضمنتها في المحاضر وتلقت توقيعات المعنيات بها، ومنها تصريحات مرية التي أنكرت ظهورها في اي شريط، ووصال التي اعترفت انها مارست الجنس مع المتهم، بل تم تضمين تصريحات هذا الأخير بكل مصداقية، ليخلص إلى أن المتهم يحاول المناورة وتضليل العدالة من خلال تهجمه على وسائل الإثبات وزرع الشك لدى المتلقي والرأي العام، وهذا يندرج في سيكولوجية المتهم/ علم النفس الجنائي، مادام أن الدليل المحجوز بحوزته يؤكد الجرم المنسوب إليه، لكن فطنة وامانة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قطعت عليه الطريق.. "فعن اي ضغط نتحدث ومن طرف من مورس وعلى من مورس، الأكيد والثابت أنه مورس من طرف ملعب المتهم وعلى الضحايا ليس إلا" يقول الأستاذ المسعودي.
من هنا يفهم سبب إحالة المتهم على القضاء في حالة اعتقال، لتجنب الضحايا التأثير عليهن، ومع ذلك مورس عليهن مختلف أنواع الضغوطات والإغراءات خلال أطوار المحاكمة، ومحاضر الجلسات تتضمن حالات الاعتداء على بعض الضحايا من طرف دفاع المتهم سواء خلال انعقاد الجلسات أو بعد رفعها، اعتداءات تهجمية بلغت حد وصف أحدهم لإحدى الضحايا بأنها عاهرة، وكيف سقطت بعد إصابتها بانهيار عصبي، وخارج المحكمة توصلت ضحية أخرى برسالة قصيرة من هاتف لزوجة المتهم تحمل طابعا تهديديا، أنجز على إثرها محضر وأحيلت المتهمة على القضاء، وبرأها من ذلك ابتدائيا، لكن فعل إرسال الرسالة ثابت تقنيا، ولم يقف الأمر على دفاع المتهم وزوجته في ترهيب الضحايا للتراجع عن أقوالهن، بل تم تطويع المصرحة أمال من أجل التغرير بإحدى الضحايا وهي الواقعة موضوع دعوى قضائية، خصوصا وأن الضحية كانت تظهر في شريط وهي تتعرض للاستغلال الجنسي وتصرخ بصوت مرتفع: "لا، لا، لا، عافاك توفيق، عافاك توفيق!"، هذا دون الحديث عن تسخير مواقع المتهم وجريدته للنيل من الضحايا والتنقيص منهن والإساءة لهن..
(يتبع)