سيرة رجل سلطة: الحسن مختبر .. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 10)

سيرة رجل سلطة: الحسن مختبر .. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 10) الحسن مختبر
في سياق توثيق الذاكرة السياسية لمغرب الستينيات والسبعينيات، واحتفاء بالأسماء التي أدت ضريبة النضال من أجل التقدم والديمقراطية، نستعيد في هذه الصفحات مقاطع من سيرة المناضل مختبر الحسن، المحامي ورجل السلطة، الذي فرح بالحكم عليه بالمؤبد لأن قبله تناثرت أحكام الإعدام ونفذت بعد ذلك.
انطلاقا من مرحلة النشأة والتكوين بدرب الكبير بالدارالبيضاء، مرورا بالتحاقه بالدرس الجامعي، وتحديدا بخلايا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم لاحقا بالعمل كقائد بمنطقة واد لاو بشمال المغرب، السيرة تبرز التفاصيل: لقاء الحسن الثاني- لقاء عمر دهكون- الفقيه البصري- اغتيال الجنرال أوفقير - زيارة الشهيد عمر بنجلون في السجن وبعد الطرد الملغوم، ويروي لنا قصة باخرة السلاح التي لم تتمكن من دخول بحر شمال المغرب لأسباب لوجيستية، وقائع الاعتقالات والمحاكمات، اغتيال الشهيد المهدي بنبركة، النقاشات داخل الحقل الطلابي وما ترتب عنه من جدل بين مكونات اليسار المغربي وتفاعلات الانقلاب العسكري وانتهاء باستراتيجية النضال الديمقراطي التي آمن بها أشد الإيمان ومازال لم يبدل تبديلا عنها داخل صفوف الاتحاد الاشتراكي بكل تواضع وإيمان ... عضو نشيط في التنظيم السري المسلح، واضع خرائط قيادة ومحيطها بالجنوب... رجل يحب الفن والثقافة ولاعب كرة القدم الذي تغير مساره للكفاح المسلح:
الداخلية تنزل بكل ثقلها بعد اختراق المخابرات للتنظيم المسلح وتشرع في حملة اعتقالات دامت عدة شهور
لمن أرسلت التقرير الذي سلمه لك كوار بعد عودته من التدريب بمعسكر الزبداني؟
بعد ثلاثة أيام زارني عمر دهكون هو الآخر مرتديا جلبابا ولحية كفقيه بالمسيد، سلمته شفويا تقرير الحسين كوار ملحا عليه في أن يمدني بجواب الفقيه البصري حول موضوع اختراق المخابرات للتنظيم، وغادر واد لاو إلى الدار البيضاء لكنه لم يسلمني أي جواب.
وهل كان مخيم الزبداني مخترقا من طرف المخابرات المغربية؟
لم تمض سوى أيام معدودات حتى وصلني خبر اعتقال أخينا الحسين كوار بمحطة الحافلات بتطوان، وأنه كان على صواب وأن التنظيم مخترق ويجب انتظار وصول الدولة لاعتقال المتورطين في التنظيم، وبدأت أتساءل متى سيأتي دوري ودور عمر دهكون؟ وتأكد لي أن عضوين شاركا في الفوج بمعسكر الزبداني هما إبراهيم أوراضي زميل عمر دهكون بثانوية التقدم بسلا وإبراهيم المناضي رجل سلطة " مقدم " هما من قام بكشف سر وجود تنظيم مسلح للاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
وكيف كان رد فعل الدولة؟
نزلت الداخلية في شخص السفاح أوفقير بكل ثقلها وفتحت على مشراعيها كل المعتقلات السرية، الكوربيس بالدارالبيضاء ودار المقري بالصخيرات ودرب مولاي الشريف بالدار البيضاء. وشملت هذه الهجمة كل من فيه رائحة الانتماء أوالتعاطف مع الحزب، استمرت عدة أشهر انتهت بإحالة المعتقلين على محكمة الجنايات بمراكش والمعروفة بـ " محاكمة مراكش الكبرى " ، جهاز المخابرات اعتبر أن المعتقلين المحالين على المحكمة مجرد جزء لا بأس به وأن جزءا كبيرا لا يزال منتشرا في السرية وكنت منهم أنا وعمر دهكون وغيرهم وبالتالي يجب الحيطة والحذر مع توسيع البحث للقبض عليهم. هذا الجزء المبحوث عنه سوف يأتي دوره في 3 مارس 1973 تاريخ هجوم الكومندو القادم من الجزائر بزعامة المرحوم المهدي بنونة ومن معه على مركز مولاي بوعزة في نواحي خنيفرة . ولا يسعني سوى الشكر والتبجيل لرفيقي الحسين كوار على صموده بعدم الكشف عني في التحقيق رغم ما تعرض له من تعذيب.
هل الحركة الماركسية اللينينية كانت على علم بالتنظيم السري المسلح؟
نحن الآن في 1968 - 1969 حيث شرعنا في إرسال المناضلين إلى تدريبات على السلاح في مخيم الزبداني بسوريا، أما حركة الشباب الماركسي اللينيني فلم تكن على علم بما نقوم به، وأنا من مدهم بهذه المعلومة، حيث كنت أخبرت الحسين كوار ومصطفى مسداد ومحمد سمهاري الذي كان يشتغل معي في جمعية "نادي الوعي" والمحامي محمد الصبري ومحمد صبري " بولحية "، وبذلك سيشرع مجموعة من المناضلين في القدوم عندي لواد لاو.
في هذه الفترة بدأ ارسال الشباب للتدريب على السلاح؟
تم بالفعل إرسال مجموعة من الشباب من أجل التدرب على السلاح، وبعد عودتهم من مخيم الزبداني ستنطلق حملة الاعتقالات، التي لم تلاحظها حركة الماركسية اللينينية لأن جميع المعتقلين كانوا من صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. كان هناك عدد كبير من المعتقلين وكان البحث عن عدد أكبر مستمرا، وكنت أنا وعمر دهكون من بين من ظلوا مطاردين حيث أننا لم نعتقل في الدفعة الأولى