ويجسد هذا المشروع التضامني، الذي كان الملك قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في 11 أكتوبر 2016، الالتزام الراسخ لصاحب الجلالة بتحسين الخدمات الطبية لفائدة المواطنين، وتعزيز عرض العلاجات لصالح الفئات الهشة، وضمان تنمية بشرية شاملة ومستدامة ومندمجة.
وينسجم إنجازه مع الجهود التي يبذلها الملك قصد تشجيع ولوج الأشخاص المعوزين لعلاجات طبية أساسية للقرب وذات جودة، وضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية فحوصات متخصصة.
وسيمكن هذا المركز الجديد، الثاني من نوعه على مستوى المملكة، والذي سيؤمن مداومة طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، من تسريع وتيرة التدخلات الطبية المستعجلة، وتخفيف الضغط على المستشفى الإقليمي، وكذا على المراكز الصحية القائمة من المستوى 1 و2، وتجنيب المرضى معاناة التنقلات الطويلة التي قد تعرض حياتهم للخطر.
وسيستفيد من المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي يعد منشأة وسيطة بين شبكة مؤسسات العلاجات الطبية الأساسية (المستوى 1 و2) وشبكة المستشفيات، ساكنة يقارب تعدادها 500 ألف شخص، ما سيمكن من ضمان المزيد من التكامل في العرض الصحي على مستوى الجهة.
وهكذا، سيشتمل المركز الجديد على قطب للمستعجلات الطبية للقرب مع وجود أطباء مستعجلات سيؤمنون الحراسة، لاسيما داخل قاعات علاج الصدمات، والفحوصات والعلاجات والملاحظة والجبس.
ويضم أيضا وحدة للعلاجات الأولية (قاعات للفحوصات، والعلاجات، والتلقيح، وصحة الأم والطفل/ تنظيم الأسرة)، وقطبا للفحوصات المتخصصة الخارجية (الغدد، والكلي، والقلب والشرايين، والعيون، والأنف والأذن والحنجرة، والأمراض الجلدية، والجهاز الهضمي)، ووحدة للترويض العضلي، وقطب طبي -تقني مع جناح للعمليات الجراحية (قاعتان للجراحة وقاعة للاستيقاظ).
كما يحتوي المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن سيدي مومن على قطب لصحة الأم والطفل يضم وحدة تقنية للولادة (4 قاعات للولادة)، وقاعات للفحوصات والفحص بالصدى، وقاعة تقديم العلاجات للمواليد الجدد.
ويشتمل المركز، الذي تم تزويده بأحدث التجهيزات أيضا، على وحدة لعلاجات الفم والأسنان، ووحدة للتصوير الطبي (الفحص بالأشعة، والتصوير الإشعاعي للثدي، والفحص بالصدى)، وعلى مختبر للتحاليل الطبية، ووحدة للتعقيم وأخرى للاستشفاء (6 غرف مزدوجة)، وصيدلية، وقاعة للتحسيس ومستودع للأموات.
كما تتوفر المنشأة الاستشفائية الجديدة على سيارة للإسعاف لتأمين النقل الطبي للمرضى.
ومن أجل أداء مهامه على الوجه الأكمل، يتألف الطاقم الطبي وشبه الطبي للمركز الصحي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن من 21 طبيبا، يتوزعون بين الطب العام والمستعجلات، والطب المتخصص، إلى جانب 38 من الممرضين وعدد من الأطر الإدارية والتقنية.
وعلى غرار المركز الذي دشنه جلالة الملك بحي اليوسفية بالرباط في 11 ماي والمراكز المزمع تدشينها بكل من تمارة، والدار البيضاء (المدينة الجديدة -الرحمة) وطنجة (مقاطعة بني مكادة)، يشكل المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن بسيدي مومن جزء من برنامج طموح تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والرامي إلى دعم القطاع الصحي الوطني، لاسيما عبر تعزيز العرض المتوفر من العلاجات، وإحداث شعبة لعلاجات القرب في متناول الساكنة، وإدماج مقاربة اجتماعية تكميلية ضمن آليات مصاحبة المرضى.
ويأتي هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة ومجلس جهة الدار البيضاء -سطات، ومجلس عمالة الدار البيضاء، لتعزيز مختلف المبادرات التي تنفذها المؤسسة في المجالين الصحي والإنساني، بما يعكس حجم الالتزام متعدد الأشكال والمتنوع للمؤسسة من أجل رفاهية الساكنة المعوزة.