ليلة انسانية في خدمة الأطفال في وضعية اعاقة ذهنية بوزان

ليلة انسانية في خدمة الأطفال في وضعية اعاقة ذهنية بوزان جانب من الحضور
هل كان على جمعية الحنان للتنمية وادماج الأطفال في وضعية اعاقة ذهنية رفع الراية البيضاء وتعليق كل الخدمات التي تقدمها لأطفال شعارهم " أنا مثلك وأنت مثلي " بعد أن وجدت نفسها تغرق في أزمة مالية ، أصلها اجراءات ادارية تقتل كل المبادرات المدنية الجادة التي تضخ جرعات من الأوكسجين في أحكام الدستور التي تحضر التمييز بسبب الاعاقة، وتنتصر للمساواة وتكافؤ الفرص والكرامة ؟ أم أن الإيمان بعدالة قضية هذه الفئة من الأطفال كانت تستدعي مواجهة تعطيل باقة حقوقهم ، وذلك بإبداع أكثر من آلية ترافعية تساهم في محاصرة الآثار الحقوقية والاجتماعية والتربوية للمحنة التي ينطبق عليها قوله تعالى " عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم."  
الخير جاء هذه المرة من المجتمع الذي لم تنجح الشروط المادية والثقافية لليأس المعشعشة في كل زوايا المدينة ، قتل قيم التضامن والتكافل التي يتشبع بها أبناء وبنات دار الضمانة. قيم ترجمها تفاعلهم/ن السريع  مع نبل رسالة "ليلة الأمل" التي نظمتها جمعية الحنان ليلة الجمعة 17 ماي2019 ب " رياض الحسني " .
الحفل الفني تميز بكلمة السيدة خديجة البوحسني الناطقة الرسمية باسم جمعية الحنان للتنمية وادماج الأطفال في وضعية اعاقة ذهنية  شكرت فيها كل من سارع إلى احتضان مبادرة " الاحسان العمومي " التي أطرها شعار " الأمل " ...
الأمل في المجتمع الوزاني المنخرط بوعي في تحصين حقوق فئة عريضة من أطفاله ...الأمل في أن تقتنع الدولة والسلطات العمومية والجماعات الترابية بأن المجتمع المدني لا يمكنه أن يحل محلهم في تفعيل الفصل 31 للدستور الذي يلزمهم ب " تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين ، على قدم المساواة من الحق في ...الحماية الاجتماعية ...." لينتقل ( الحفل الفني ) بعد ذلك إلى فتح المجال للكلام المرصع، واللحن الجميل ، نسجت خيوطه الابداعية الراقية ثلة من الأنامل الوزانية والفاسية، التي انتصرت لقيمة التطوع كقيمة سامية، خدمة للأطفال في وضعية اعاقة ذهنية وللأطر التربوية الساهرة على تشغيل المركز الذي يحتضن الشغب الجميل لهؤلاء الأطفال، ويعدهم للإدماج الشامل في المجتمع ....
ادماج بصمت عليه اللوحة الابداعية الرائعة التي عرضها هؤلاء الأطفال أمام حضور انبهر بأدائهم فتعمق اقتناعه ( الحضور ) بأن ادماج هذه الفئة من الأطفال في المجتمع عملية ممكنة ، وأن شعار " أنا مثلك ...أنت مثلي ...." لم يرفعه المجتمع الدولي من أجل الاستهلاك ، ولكن الوصول إلى تحقيقيه ممكن إن تظافرت كل الجهود العمومية والمدنية .