أبوزيد يشرح دلالات صحوة النساء للتصالح مع الجلابة المغربية ضد اكتساح اللباس الأفغاني

أبوزيد يشرح دلالات صحوة النساء للتصالح مع الجلابة المغربية ضد اكتساح اللباس الأفغاني الفاعل الحقوقي الأستاذ الطاهر أبو زيد (يسارا)
وجهت جريدة " أنفاس بريس" سؤالا للفاعل الحقوقي الطاهر أبو زيد، في سياق مبادرة مجموعة من الفتيات المراكشيات، اللواتي ارتدين اللباس المغربي التقليدي، "الجلابة والنقاب"، وأطلقن تحدي اللباس التقليدي المغربي، حيث وجهن الدعوة للنساء المغربيات إلى اعتماد اللباس التقليدي من جديد في حياتهم اليومية بمراكش، والعودة إلى تقاليدنا العريقة وثقافتنا الأصيلة، لاسترجاع الزمن الجميل قبل أن يغزونا اللباس "الطالباني" و"الوهابي" و"العثماني" و"الداعشي".، فكان رده كالتالي:
" أولا لا بد أن نسجل بأن ظاهرة اكتساح اللباس "الوهابي" و "العثماني" و "الداعشي" و "الطالباني "، قد تغلغلت في المشهد الاجتماعي، وتمددت وسط الأوساط الاجتماعية بشكل كبير، رغم غرابة هذا الزي الدخيل عن ثقافتنا و عادات لباسنا التقليدي والتراثي ، بالإضافة إلى أنه ارتباط بسلوك عكس ما توخا منه. لأن هذا اللباس الدخيل عن تقاليدنا تعامل "بنقيض قصده "، حيث كان القصد منه هو إخفاء مفاتن المرأة، لكن في الحقيقة تتحول المرأة المكسوة به إلى الأكثر جلبا للأنظار، من المرأة التي تحافظ على زيها المغربي الأصيل و لباسها التقليدي المحتشم، ( النقاب ـ الجلابة ـ الملحفة ـ الحايك...).
نحن جيل ترعرع وسط مجتمع له خصوصية متفردة على مستوى منتوج اللباس التقليدي الأصيل، وعشنا طفولتنا مع الأزياء التقليدية المغربية الأصيلة، ولم يكن جسد المرأة يشكل أي إحراج مع اللباس المغربي التقليدي الخالي من رموز التشدد والتعصب أو الغلو أو التبرج، ( لباس الحشمة والوقار)، حيث كانت المرأة تتبضع من الشارع وتتواصل مع الخضار والجزار والبقال دون مشكل يذكر مع لباس الجلابة أو الحايك والنقاب..
أعتبر المبادرة إيجابية إن كانت تتوخى العودة إلى نوستالجيا الزمن الجميل ، وتحاصر اللباس الدخيل على سلوك المرأة المغربية، لكن أؤكد لكم أنني لم أعاين ظاهرة العودة إلى اللباس التقليدي بشكل جماعي على أرض الواقع بمدينة مراكش. لقد تابعت الخبر على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال عدة صور، استنتجت منها أن الترويج للعودة للباس التقليدي قد تناولت بشكل كاريكاتيري، و حتى الفتيات اللواتي قمن بهذا الدور قد قمن به بشكل كاريكاتيري غير محمود.
ما معنى أن ترتدي الجلابة والنقاب وتتوجه إلى أرقى المحلات التجارية. "ستاربوكس أو ماكدونلاد "
كنت أتمنى أن تنظم مثلا عملية إفطار جماعي بفضاء معين، ويتم تسطير برنامج اجتماعي ثقافي إشعاعي، لارتداء اللباس التقليدي ( ذكور وإناث) والقيام بتوعية في هذا الإطار بشكل مسؤول لأقرانهم ورفاقهم والأصدقاء من جيلهم، للتعريف بجمالية وروعة اللباس التقليدي المغربي، والتنبيه إلى الغلو باستعمال اللباس الدخيل على الثقافة المغربية. و العمل على محاربة كل أشكال التطرف التي يرمز إليها من خلال اللباس الوافد من الشرق.
كما يمكن التحسيس بأهمية العودة إلى ارتداء اللباس المغربي التقليدي، بالتركيز على الجانب الثقافي والفني والتواصلي ، من خلال الفن التشكيلي، والسينما، والمسرح وشتى أنواع الأجناس الإبداعية القريبة من حياة الناس والمجتمع ."