منصف اليازغي: ملعب كرة قدم واحد لكل 74 ألف مواطن مغربي  

منصف اليازغي: ملعب كرة قدم واحد لكل 74 ألف مواطن مغربي   منصف اليازغي، باحث في السياسات الرياضية
حتى ولو رددوا أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في المغرب، و حتى لو قالو بلا حدود إن كرة القدم هي القاطرة التي تجر وراءها باقي الرياضات، إلا أن الواقع الملموس يؤكد عكس هذا.
مثلا، عدد ملاعب كرة القدم في المغرب قليل بالمقارنة مع عدد السكان، إذ لا تتعدى ملعب كرة قدم واحد لكل 74.392 مواطنا، كمعدل وطني، ويصلُ مجموع الملاعب بالمغرب  إلى 455 ملعبا.
هكذا إذن،توفير ملعب واحد فقط لأزيد من 74 ألف شخص يدفعنا إلى طرح سؤال: "هل يمكن الحديث عن أننا أمة رياضية؟".
من جهة أخرى،يصل إجمالي الوحدات المشكلة للبنية التحتية الرياضية في المغرب، في مختلف أنواع الرياضيات، والتابعة لوزارة الشباب والرياضة والجماعات المحلية، إلى 1140 وحدة رياضية، وهو ما يمثل وحدة رياضية لكلّ 29.691 شخصا من مجموع سكان المغرب.
وبحسب الدراسة، التي اعتمدت على التقسيم الجهوي القديم (16 جهة)، فإن الجهات الجنوبية، تُعتبرُ الأقل استفادة من الوحدات الرياضية، سواء على مستوى الوحدات الخاصّة بكرة القدم، أو الوحدات التي تمارس فيها باقي الرياضات.
وظهَر من الأرقام التي تضمّنتها الدراسة أنَّ المجال الرياضي يطبعه التمركز بدوره، إذْ جاءت جهة الرباط سلا زمور زعير، وجهة الدار البيضاء الكبرى (بحسب التقسيم الجهوي القديم)، على قائمة أكثر الجهات استفادةً من الوحدات الرياضية من بين جهات المملكة.
وتُعتبر جهة طنجة-تطوان (بحسب التقسيم الجهوي القديم)، من أكثر الجهات نقصا، سواء على مستوى الوحدات الرياضية، أو الخاصة بكرة القدم، إذ لا يتعدّى عدد ملاعب كرة القدم بالجهة ملعبا واحدا لكل 175 ألف نسمة، بيْنما تتوفر الجهة، بالنسبة لباقي الوحدات الرياضية، على وحَدة لكلّ 56 ألف نسمة.
وبخصوص نسبة الممارسين  المُرخّصين في كرة القدم لا تتعدّى 0.16 بالمائة من مجموع السكان، وهو ما يمثل 57 ألفَ ممارس مرخّص، ويمثّل المرخّصون في كرة القدم نسبة 19 بالمائة، من مجموع المرخصين في جميع الرياضات، والذين يصل عددهم إلى 295.547 ممارسا.
كل هذه الأرقام لابد و أن تنعكس سلبا على الفرق الممثلة لعدد من المدن و الأقاليم و الجهات من زاوية قلة الملاعب، وهي إشكالية مطروحة بحدة على طاولات المسؤولين المعينين  و المنتخبين لوضع بناء ملاعب على المقاس ضمن الأولويات؛ حرصا على توسيع قاعدة الممارسة الكروية و حفاظا على مصالح الفرق الممثلة للمدن والأقاليم و حمايتها من التشرد و الهجرة و استعطاف جهات أخرى لمنحها فرصة الاستقبال بالملاعب التابعة لها.