المقاوم بن حمو في ذمة الله، مسار نضالي من الاستعمار إلى الاستقلال

المقاوم بن حمو في ذمة الله، مسار نضالي من الاستعمار إلى الاستقلال الراحل بن حمو
شكل فاتح ماي 2019، خاتم عمر محمد بن حمو الكاملي، المقاوم الاتحادي، حيث أسلم الروح لبارئها، بعد عقود من الزمن تميزت بمسار مواقف ضد الاستعمار، أدى ضريبتها في زمن الاستقلال، حيث حوكم بالإعدام، ليطلق سراحه فيما بعد، مستمرا على نفس النهج في الحركة الاتحادية خدمة لوطنه،
اليوم، الأربعاء فاتح ماي ٢٠١٩، ستقام مراسيم الدفن بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء مع صلاة العصر..
وفي كلمة رثاء له، يقول في حقه توفيق الوديع، ابن رفيق الراحل، وتحدثت لابنه عمر:
"أخي عمر، غريبة، وربما جميلة هي صُدف الحياة...هي حتما رغبة أرواح أخوين في لقاء هناك حيث المحبة بلا حدود، وبلا حساب في نفس التاريخ.. تاريخ خاص يستريح عمي محمد بنحمو من تعب الحياة وقساوتها في يوم ذكرى رحيل أخيه محمد الوديع الآسفي.. بعد أن أديا تحية عيد العمال العالمي..
عندما زرته آخر مرة، استجمع ما بقي في جسده من قوّة.. عانقني واستدار نحو الحاضرين وبصوت جوهري وعيناه دامعتان.. صرخ فيهم "هذا ابن اخي الحقيقي.. أخي محمد بن العربي الآسفي.. هو من تكلف بعائلاتنا اثناء اعتقالنا وهو من ناضل من أجل إطلاق سراحنا.. هذا ابن اخي الذي افتقدته في زمن العقوق.."
وأنا أستمع لصرخته تلك، عادت بي الذاكرة زهاء نصف قرن حين رافقت والدي ووالدتي، وأنا صبي، نهاية الستينات، لزيارة من أخبروني أنه عمٌّ محكوم بالإعدام وكان اللقاء بحي الإعدام بالسجن المركزي بالقنيطرة.. وكانت الزيارة مباشرة.. لأن من حُكم بالاعدام يُسمح له بعناق عائلته...وكانت زيارتي الأولى لذاك العم..
كان عمي بنحمو قويا كصوته، عاب على والدي تحمله مشاق الطريق المادية والمعنوية، لم يأبه الآسفي للوم أخيه محمد بنحمو.. وكان يحدثه بصوت بالكاد كنا نسمعه عن مواضيع سأفهمها فيما بعد عن مساعيه ومساعي من بقي خارج السجن من أجل إطلاق السراح..
كانت في حي الإعدام وفي أحياء السجن الأخرى أسماء كبيرة وكثيرة..
على روح هذا العم السكينة والسلام..
وإليك عمر وإخوتك جميل الصبر..
وإلى والدتنا جميعا..
كل المساندة في فقدان رفيق طريق متميز
لكم من عائلة عمكم محمد الوديع الآسفي كل المواساة وخالص العزاء.. فقد افتقدناه جميعا.. في ذكرى رحيل أخيه..
لكم من عائلة الآسفي الوديع وثريا السقاط كل التضامن..