تخليدا لذكرى الشهيد محمد كرينة: أشرف الموت... موت الشهداء

تخليدا لذكرى الشهيد محمد كرينة: أشرف الموت... موت الشهداء يوسف غريب (يمينا) والشهيد الاتحادي محمد كرينة
لا يأتي الحديث عن قلعة أنزا... أو أن تمر بهذا الحي العمالي شمال أكادير دون أن يتبادر إلى ذهنك أسماء صامدة وفي احترام كبير في جدران القلب وصفحات الذاكرة...هم الآن في طريق الخلاص حيث البصيرة تسابق البصر
لم يموتوا موتة عادية... بقدر ما أرغموا على الموت... إذ أنهم كانوا عشاق الحياة... وبناة المستقبل... صنعوا من صورة الحياة الكلمة التي لا تنتهي بمجرد قطعة قماش... ودموع... وبعض رثاء تزيين لسطور قصيدة...
بل إن الدنيا طريق حياة لا تعبّد الا بخطوات الشهداء... السابقون لزمنهم بكثير... مثل هذا الشاب اليافع الذي صادف ولادته ( 1959) ميلاد الحركة الاتحادية بأغسديس /أنزا  كعادة كل أقرانه من الكتاب القرآني إلى المدرسة النظامية... 16 سنة كانت كافية أن يولد في محيط هذه المدينة شاب يافع ومسؤول حصل بجدارة واستحقاق على منحة داخلية لمتابعة الدراسة بثانوية الخوارزمي بالبيضاء شعبة الهندسة..
هو شاب أيضا متواضع مشهود له بالاستقامة وعضو نشيط يسعى إلى بناء مستقبل سياسي جديد يرقى إلى تطلعات الشباب المغربي المؤمن بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعاشق للحرية إذ تعتبر القضية الفلسطينية بؤرة هذا المشروع السياسي بأفقه القومي.. لذلك كان الشهيد محمد كرينة من الأطر البارزة داخل الشبيبة الاتحادية التي أطرت تظاهرة الاحتفال يوم الأرض 30 مارس... 1979. كان آخر يوم له بالميدان... لتنطلق يومية سريعة بدأت باعتقاله يوم 17 أبريل بثانوية الخوارزمي بالبيضاء... جيئ به يوم 23 إلى المحكمة محمولا على الأكتاف جراء التعذيب والتي رفضت إحالته على المستشفى رغم حالته الصحية... في اليوم الموالي غادرتنا في عز عطائه وفورة شبابه...
الآن بعد مرور 40 سنة لا أحد يتذكر قبر الجلاد...
أنا الشهيد فهو كالانسان الذي حلم به أفلاطون...
أو ( السوبير) الذي ضلّ عنه نيتشه..
هم ذاكرتنا... شهداؤنا
وفي كل ذكرى نخجل من بطولاتهم وتضحياتهم
فأشرف الموت...
موت الشهداء.