محمد حمزة: استقلالية الجامعة والحكامة الجيدة

محمد حمزة: استقلالية الجامعة والحكامة الجيدة محمد حمزة
لاشك أن السير الحثيث نحو اللامركزية واللاتمركز الحقيقين يعتبر خيارا استراتيجيا يحتاج اليوم إلى توفير كافة الشروط ليرسى على قواعد سليمة تخدم أهداف سياسة القرب تحضيرا لإرساء الجهوية المتقدمة على دعائم قويمة في مقدمة هذا الخيار الذي يتطلب توفير كافة الشروط الضرورية لقيام هذه الجهوية على أسس سليمة وقويمة تستحضر المصلحة المستقبلية أكثر من استحضارها لمصالح الأفراد والفئات.
وبالتالي يلزم أن تسيرالجهوية مع استقلالية حقيقية للجامعة ودمقرطتها. حيث تحترم هيأتها التسييرية والتدبيرية المنبثقة عبر آليات ديمقراطية فعلية. وأن لا تتحول مركزية الوزارة إلى مركزية رئاسة الجامعة في تعاملها مع مؤسساتها التعليمية؛ الكليات والمعاهد. 
ان استقلالية الجامعة لايعني باي حال انفصالها عن وصاية الدولة اوانشاء مراكز متعددة القراراو مساعد الدولة على التنصل من مسؤوليتها في ضمان التمويل الأساسي ومناصب الشغل الأساسية، وإحالة ذلك على الجامعات قي إطار محيط اجتماعي اقتصادي محدود أصلا في حجم إنتاجه ومشبع بثقافة معاملاتية تزدهر فيها الزبونية وتبخيس البحث العلمي .
استقلالية الجامعة ليست استقلالا بل استقلالا تربويا  وإداريا نع إقرار مبدأ المراقبة وضع حد لكل أشكال الوصاية على الأساتذة الباحثين..
ان استقلال الكليات، والجامعات يسهم في دفعها إلى تحديث برامجها، وتجويدها، وتجديد خططها، وتفعيلها بما يلبي حاجات مجتمعها، ويحقق متطلبات التنمية فيها لتكون قادرة على المنافسة العلمية، والفكرية المبدعة في عالم تحكمه المستجدات العلمية، والتقنية والمعلوماتية، والأفكارالمبدعة واقتصاد المعرفة ليصبح لها سمعتها العلمية في سوق المعرفة، وبالتالي تستطيع المحافظة على القدرات العلمية المتميزة فيها، واستقطاب المفكرين والمبدعين من العلماء والباحثين في مختلف حقول المعرفة، واتخاذ القرارات المناسبة لدعم إبداعاتهم، وأفكارهم، ومبتكراتهم، وتوظيفها لرفع مستوى وعي مجتمعها ورفاهيّته وسعادته .
أن الاستقلالية، التي من المفروض أن تضمن الاستقلال في مجال إنتاج المعارف وتحويلها بعيدا عن التحكم الإيديولوجي والسياسي للدولة أو للسوق، تتطلب تمويلا يجب أن يبقى عموميا بالأساس.
الحرية الأكاديمية تبقى حجر الزاوية في نمو فاعلية الكليات والجامعات وزيادة كفاءة أدائها، كما ان متطلبات الاستقلالية تمكن من نشر حالة التفاعل والتعامل الايجابي مع ركائز عملية التعليم في الارتقاء بالمستوى العلمي. ومن علاقة الجامعة مع المجتمع الذي تتواجد فيه (حقل العمل) في آليات عمل تتبلور من خلال مجالس الجامعات بعيداً عن التلقين الإداري الملزم.و إدارة لا مركزية تستند على سياسة مستقرة واضحة للتعليم العالي.
ان تعزيز الديمقراطية داخل الجامعة يتطلب اقرارمبدأ اتنخاب رؤساء الجامعات و العمداء و مديري المؤسسات الجامعية، وتكوين الاطر وكدا توسيع مجال تمثيلية المكونات الجامعية .
أن ربط المسؤولية بالمحاسبة، داخل الجامعة المغربية ترسى دعائم الدمقرطة والحكامة الجيدة.