بعد أن اعترف بها عالميا.. سبخة زيما تئن تحت "حكرة" مسؤولي الشماعية

بعد أن اعترف بها عالميا.. سبخة زيما تئن تحت "حكرة" مسؤولي الشماعية إلى منى..؟

عرى ربورطاج القناة الثانية الذي بث في الأسابيع الأخيرة، على واقع سبخة زيما التي تحولت إلى نقطة بيئية سوداء تهدد حياة البشر والطيور، نتيجة مد أنابيب المياه العادمة الى عمق السبخة، وتستقبل السبخة الاف النفايات الصلبة، منذ أكثر من أربع سنوات وبشكل متواصل، ما أدى إلى اختفاء الغطاء النباتي، والقشريات، التي كانت تتغذى عليها الطيور المهاجرة، وقد كان هذا الغطاء النباتي، يمتد على مشارف السبخة ووديانها حتى مشارف الدواوير الواقعة فوق التلال المقابلة للسبخة. هذا وقد غاب عن زيما؛ منذ سنوات؛ مظهر أسراب الطيور النادرة التي كانت تمتع الزائرين بسحرها طيلة فصل الشتاء.

من جهة أخرى فقد سجل العديد من المتتبعين غياب تاماً للزيارات السياحية، التي كانت تعرفها السبخة من حين لآخر، سواء تلك التي كان يقوم بها سكان البلدة، أو المسافرين الذين يرتادون الطريق الوطنية 12 الرابطة بين مراكش وأسفي؛ والذين كانوا لا يتوانون عن تصوير مناظرها الطبيعية المميزة؛ بعد أن أصبحت الروائح الكريهة المنبعثة من مناطق التلوث تضايق الساكنة قبل الضيوف ناهيك عن أسراب الحشرات التي تهاجم ساكنة الاحياء المجاورة لسوق زيما. والتي يقول أبناء الحي أنها تسببت في تغيير بعض سكان الاحياء المجاورة مساكنهم نتيجة الروائح الكريهة التي يضطرون لاستنشاقها كل يوم، دون الحديث عن لسعات البعوض الحامل للأوبئة والأمراض المعدية.

ليست مياه "الواد الحار" وحدها من تقوم بتلويث السبخة، وانما هناك قناة أخرى تصب دماء ومخلفات الحيوانات، التي تذبح داخل مسلخ السوق الأسبوعي، والذي لا يبعد إلا بأمتار عن واحد من الوديان الرئيسة للسبخة.

من جهة أخرى فقد تحول قلب السبخة الى مطرح لنفايات البنايات حيث تتوافد على السبخة من حين لأخر شاحنات محملة ببقايا البناء "الردم" حيث يتم التخلص منها في قلب السبخة.

أبناء المدينة وبعد أن كانت السبخة متنفسهم الوحيد للاستجمام والسباحة في عز الحر. هاجروها نحو السدود المجاورة، وقد سجلت حالات وفيات غرقا لعدد من أبناء البلدة، فالمسبح البلدي الوحيد أصبح بناية مهجورة، بعد أن أغلقه المجلس البلدي السابق في صيف 99 بعد حادثة وفاة شاب غرقاً داخل المسبح، وقد ظلت قضية هذا المسبح حبيسة الوعود الانتخابية لسنوات طوال، دون أن يتحقق من هذه الوعود شيء.

أسئلة وتطلعات:

كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها شباب مدينة الشماعية ومثقفوها، فهناك من ذهب إلى أن زيما التي عرفوها منذ طفولتهم لا يمكنها أن تعود إلى سابق عهدها، بعد أن دمرها المجلس البلدي بتصريف المياه العادمة في عمقها، في حين يمني البعض النفس بتدخل من الجهات الوصية لإنقاذ السبخة، سيما وأن هناك حديث يروج في الأوساط عن تحرك مكتب الدراسات لجهة مراكش من أجل تسطير برنامج لإنقاذ السبخة وتحويلها إلى قطب سياحي.

ما الذي يمكن لزيما أن تلعبه..؟

إضافة إلى ما تزخر به زيما من خيرات طبيعية كالملح والذي تعرضت صخوره الجوفية للتلوث نتيجة هذا التدمير البيئي، فإن للسبخة مؤهلات سياحية يمكن أن تلعبها، إذا ما تم إعادة الاعتبار لها ووقف هذا التدمير الممنهج، فالسبخة خلال فصل الشتاء تمتد لكيلومترات تستقطب من خلالها شتى أنواع الطيور، مثل طائر النحام الوردي المسجل ضمن القائمة لمنظمة الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة، هذه الطيور وما تبعثه في نفوس الزائرين من بهجة من الممكن أن تجلب للمنطقة العديد من السياح، ومن هواة الطيور، إذا ما تم الترويج لها كقطب سياحي، ومن الممكن أيضا تشييد فنادق مميزة على مشارف السبخة قرب الطريق الرئيسية 12، بل من الممكن تشييد مراكز استجمام وأيضا مسابح سياحية، ومقاهي وملاعب قرب، لان نسبة غير يسيرة من أبناء المنطقة كانوا يقصدون السبخة لممارسة الرياضة او للاستمتاع بهدوئها، كما أنه من الممكن تشييد منطقة غابوية عن طريق استقدام أشجار وغرسها على مشارف السبخة.

في الأخير فإن الوقف الفوري لصب المياه العادمة؛ والتي نستطيع أن نؤكد أنها ما تزال تصب بشكل رهيب لحد كتابة هذه الأسطر؛ هو أولى النقط في طريق اصلاح هذه المعضلة البيئية وحلحلة هذا المشكل البيئي الخطير.