الشاب محفوظ اذا كان قد عبر عن موقف واضح من قيادة الجبهة و أكد على انه لا توجد حكومة هناك،و لا مؤسسات و لا قيادة بل مجموعة من التجار يتاجرون في كل شيء من أجل الربح و الكسب المادي و الإغتناء الشخصي و الذاتي... و هو طرح إن كان معلوم لنا فأن يأتي من داخل المخيمات و من تحت خيامها... فهو إقرار بواقع سياسي، بكون ما تسمى الجمهورية الصحراوية مجرد كيان وهمي يقوده تجار النزاع المفتعل حول الصحراء.
الشاب محفوظ بعين دامعة في موقف إنساني كبير حكى كيف تعرض للإغتصاب من طرف عناصر من عصابة البوليساريو، و لا يمكن تسميتهم إلا بالعصابة، لأن من يقوم باغتصاب شاب فقط لانه طلب حقه في قضاء غرض اداري هم عصابة و مجرمين، هم فاقدي الإنسانية...
ان يختاروا عقابه بالاغتصاب فهو ليس اختيار عبثي، فمن يعلم طبيعة الشخصية الصحراوية المعتزة بكرامتها، و حريتها و أنفتها و شموخها،يعلم أن اختيار الاغتصاب هدفه ليس فقط الإذلال بل هدفه قتله، هدفه ان يحيى الشاي محفوظ و هو ميت،أن يدفعوه للصمت و الانزواء... لكن الشاب محفوظ اختار اختيار آخر، تحدى العصابة و اسقط عنهم اوراق الشعارات التي يرفعونها هم و زبانيتهم.
محفوظ عنوان الشموخ، و الصمود... صمود الشباب الصحراوي بالمخيمات و تحديه للموت والقهر والإستبداد عنوان لجيل جديد أسقط وهم الخوف الذي أرادت العصابة زرعه فيه و اختار طريق النضال و الصمود و المقاومة.. مقاومة قساوة الطبيعة و جبروت العصابة.
محفوظ قدم شهادته عما يحدث من انتهاكات وإجرام في حق ساكني المخيمات، وعادة مثل هؤلاء الشهود يحتاجون للحماية و في ظل الوضع الذي تعيشه المخيمات فالأمر يطرح علينا كنشطاء وعلى المنتظم الدولي التفكير في حمايته و ضمان حقه في الحياة لأنها مهددة، لأنه إذا كان قد تعرض للإغتصاب فقط لانه طلب حقه في إجراء اداري عادي فما الذي قد يحدث له بعد أن أدلى بشهادته القوية؟؟
بالمناسبة بعد أن يشاهد حقوقيو البوليساريو بالاقاليم الصحراوية هذا التحقيق ولشهادة الشاب محفوظ، هل سيطالبون بحمايته؟ وهل سيطالبون بمحاكمة العصابة التي اغتصبته؟ وهل سيطالبون بحماية اممية لضحايا العصابة بالمخيمات ومحفوظ واحد منهم؟ ام انهم كعادتهم سيصمتون وسيفضلون الإيتاوات التي تصلهم من هناك الملطخة بدموع و دماء والام وحزن وغضب شباب المخيمات وعموم ساكنتها.