بنعتيق يستعمل ورقة الجامعات الثقافية لتقريب شباب مغاربة العالم من منظومة القيم المؤسسة للمجتمع المغربي

بنعتيق يستعمل ورقة الجامعات الثقافية لتقريب شباب مغاربة العالم من منظومة القيم المؤسسة للمجتمع المغربي

"المغرب زوين وكي عجبنا بزاف وبغينا نتعرف على بلادنا ونساهم في تطوير المغرب والاستثمار به " هي عبارة كررها العديد من المشاركين في الجامعة الربيعية الثانية التي  تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع مجلس جهة بني ملال- خنيفرة وجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت شعار "المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك"، وذلك من 10 إلى 14 أبريل 2019 بمدينة بني ملال. 

وهي حققية تجسدت في اهتمام الجيل الرابع من مغاربة العالم ببلدهم الأم ورغبتهم الشديدة في التعرف أكثر على احتياجات بلدهم وتقديم كل ما تعلموه من اجل المساهمة في بناء مستقبل بلدهم الأم. إذ كشفت دراسة انجزتها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن فئة واسعة من شباب مغاربة العالم متشبثون بأسس ومرجعيات ثقافة بلدهم الأصل وبلدان الاستقبال، معربين عن افتخارهم بارتباطهم القوي بجذورهم المغربية.

كما بينت الدراسة أن غالبية الشباب من مغاربة العالم يرغبون في تعلم اللغات الوطنية واستيعابها، وهو ما تجسده زياراتهم المتكررة للمغرب، ورغبتهم في الاستثمار ببلدهم، خاصة على المستوى المحلي، أو في بعض الأحيان التخطيط للاستقرار والعودة النهائية إلى أرض الوطن.

وعلاقة بالموضوع  أبانت الدراسة التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE) سنة 2017، أن المغاربة المقيمين بالخارج أصبحوا يتقلدون مناصب مهمة ببلدان إقامتهم أظهروا من خلالها كفاءاتهم المهنية العالية. كما أن استفادتهم من شبكات التمويل واكتسابهم تجارب وخبرات بالخارج ضاعف من فرص ولوجهم عالم الأعمال والمقاولات، وبالتالي صاروا يشكلون رافعة مستقبلية لتحقيق التنمية الاقتصادية للمغرب.

وكشف عبد الكريم بن عتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، عن المجهودات الكثيرة التي قامت بها الوزارة الوصية حيث عملت على بتعبئة كل إمكاناتها لمواكبة حاجيات وانشغالات الأجيال الجديدة من المغاربة المقيمين بالخارج. ويعد برنامج الجامعات الثقافية إحدى المبادرات التي من شأنها أن تساهم في مواجهة التطرف، وتقريب شباب مغاربة العالم من منظومة القيم المؤسسة للمجتمع المغربي.

واعتبر بنعتيق أن هذا البرنامج يندرج  في إطار تفعيل استراتيجية الوزارة الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والرامية إلى تقوية روابطهم ببلدهم المغرب. تنبني هذه الاستراتيجية على ثلاثة محاور أساسية وهي: المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، وحماية حقوقهم ومصالحهم، وتعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم المغرب.هدفنا يقول بنعتيق " أن تقوم هذه الكفاءات بأدوار أساسية من خلال جلب الإستثمار في قطاعات واعدة، وجلب التكنواوجيا الحديثة وكذلك الترويج للمنتوج المغربي".

وقد عملت الوزارة على بلورة عرض ثقافي جديد ومتنوع يواكب احتياجات مغاربة العالم ويراعي مختلف خصوصياتهم وتطلعاتهم، والذي تمت ترجمته إلى العديد من الأنشطة والبرامج التي يتم تنفيذها داخل المغرب وببلدان الاستقبال من خلال برنامج الجامعات الثقافية، الذي تم تطويره انطلاقا من تجربة الجامعات الصيفية، إذ تميزت مختلف دوراته، منذ إطلاقه سنة 2009،بمشاركة العديد من شابات وشباب مغاربة العالم. حيث بلغ تعداد المشاركين 2725،  إلى متم سنة 2018 .

وللرفع من مردودية هذا البرنامج وعملا على تطوير العرض الثقافي الموجه إلى فئة الشباب من الجالية المغربية، اعتمدت الوزارة مقاربة تشاركية من خلال التنسيق والتعاون مع عدد من الجامعات المغربية والمجالس الجهوية بالمملكة. وقد ساهم هذا البرنامج، الذي ينظم على مدار السنة، في الرفع من نسبة المشاركين، متيحا لهم فرصا أوفر لمناقشة مختلف القضايا الراهنة التي تهمهم، الأمر الذي سمح بتسليط الضوء على مدى تنوع وغنى التراث المغربي وإبراز الثروات والإمكانات التي تزخر بها مختلف جهات المملكة.

 

 

وإلى يومنا هذا، حظيت مجموعة من الجهات بتنظيم هذه الجامعات، ويتعلق الأمر بكل من جهة فاس-مكناس، وجهة بني ملال خنيفرة، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وجهة سوس ماسة. وعلى إثر ذلك، تم تنظيم، خلال السنتين الفارطتين، أربع (4) جامعات ثقافية: جامعتين شتويتين بإفران بشراكة مع جامعة الأخوين، تحت شعار "العيش المشترك"، وجامعة ربيعية، ببني ملال بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان تمحورت حول موضوع "المغرب، أرض الثقافات"، والدورة العاشرة للجامعات الصيفية بمدينة تطوان بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي.