تتطرق سعاد السباعي، صحفية وسياسية إيطالية من أصل مغربي، في هذا الحوار الذي تنشره جريدة "أنفاس بريس" في جزئين إلى قضية مقتل المغربية إيمان فاضل، متهمة السفير المغربي في إيطاليا بالتقصير في البحث عن ظروف وملابسات اختفاء هذه المغربية التي لا زالت جثثها في مستشفى ميلانو، كما تتطرق إلى قضية طرد خادمة السفير المغربي ونزع وثائقها الشخصية واتهامها بالسرقة، مشيرة إلى وجود تقصير من قبل الأمن الإيطالي في حماية المهاجرين، على أساس أن مقتل إيمان فاضل لايمكن أن يمر مرور الكرام.
+ بماذا تفسرين البيان الذي أصدرته بعض الجمعيات المغربية بإيطاليا والذي تعبر من خلاله عن دعمها للسفير أبو أيوب في ما يتعلق بالدعوى القضائية التي رفعها ضدك بعد اتهامك بـ "التشهير ونشر معلومات كاذبة" تهدف الى الإساءة إلى صورة المغرب ؟
++ لم أقرأ هذا البيان، لكنني سمعت أنه كلف بعض الجمعيات بتحرير بيان ضدي.. إنه بيان موقع "تحت الطلب" وبإمكاني منذ الغد إحضار 3000 شخص لتوقيع بيان من هذا النوع، فهذا أمر بسيط للغاية..لو أن ايطالي توفي بالمغرب لقامت الدنيا ولم تقعد، لكن الأمر يتعلق بمقتل مغربية..
+ البيان يتهمك بالإساءة إلى صورة الدبلوماسية والمؤسسات المغربية ؟
أبدا.. أنا تحدثت فقط عن السفير، وما زلت أتحدث فقط عن السفير، فلماذا لم يتحرك الى جانب الوكيل العام بميلانو بشأن وفاة هذه المغربية لمعرفة ظروف وملابسات وفاتها؟ أنا أشك في قتلها من طرف أحد الأجانب..وربما قد تكون تعرضت للقتل من طرف الروس، أو أحد الدانماركيين.. لابد من معرفة ظروف وملابسات مقتلها..يقال إنه رفع ضدي دعوى أمام القضاء الإيطالي، لكن لا أثر لهذا الدعوى على مستوى الواقع، وليست له الجرأة لرفع دعوى ضدي، علما أنه سيغادر ايطاليا نهائيا بعد 5 أو 6 أيام.
+ لكن بيان الجمعيات، يشير إلى كونك لا تتوفرين على أية أدلة تستندين عليها في تصريحاتك للصحف الإيطالية ؟
++ إنهم يمتلكون الحرية التامة للقول بما يشاؤون..هناك مجموعة مكونة من 10 أشخاص موجودين دائما تحت الطلب، وهم أشخاص غير معروفين لدينا كأفراد للجالية المغربية المقيمة بالخارج.
+ أشرت في البيان الذي اصدرته أنك سترفعين دعوى أخرى ضد السفير حسن أبو أيوب بتهمة الإساءة الى سمعتك ؟
++ طبعا..سأرفع دعوى قضائية ضده ليس في ايطاليا فقط، بل حتى داخل المغرب، فأن يتهمني بالإساءة الى سمعة المغرب دون الإستناد على أي أدلة فهذا أمر غير مقبول، حيث استعان بوكالة المغرب العربي للأنباء، ثم تم تعميم الخبر بعد ذلك من طرف بعض الصحف غير المعروفة، وتلقيت خلال يوم بكامله سيلا من الشتائم والمس بسمعتي واتهامي بالمس بسيادة المغرب..صدمت حقا لهذه الحملة الرخيصة..
+ وكيف تعاطى المجتمع المدني والصحف الإيطالية مع قضية ايمان فاضل ؟
++ كلهم كانوا الى جانبي في هذه القضية، وهم الآن ينتظرون البث في القضية من طرف القضاء الإيطالي..إن الأمر يتعلق بمقتل مغربية، ولا زالت لحدود الآن جثثها بمستشفى ميلانو.
+ وهل يمكن القول بوجود تقصير من طرف الأمن الإيطالي في حماية المهاجرين من اعتداءات عنصرية من هذا النوع ؟
++ طبعا.. هناك تقصير من طرف الأمن الإيطالي في حماية المهاجرين..فمقتل سيدة مغربية لا يعني شيئا في ايطاليا، لكن بالنسبة لنا كمجتمع مدني مغربي لا يمكن أن يمر الحادث مرور الكرام، ولابد من الوقوف مع الضحية والبحث في ظروف وملابسات مقتلها الى حين نقل جتثها الى المغرب، وتصريح السفير لايحمل أي معنى بهذا الخصوص، فهو لم يجب على ما صرحت به، كما أنه لم يقم بأي مبادرة تخدم القضية، وأنا أفتخر بكوني مناضلة أدافع عن حقوق المهاجرين مدة 15 سنة، وليس لدي أي مشكل مع بلدي، فقد كرست حياتي للدفاع عن سيادة المغرب.. لسنوات ونحن نتعرض للإنتهاكات ولم يسبق للسفير أبو أيوب أن دافع عن سيادة المغرب..إنه يفضل الأسطوانة المشروخة القائمة على التخوين حتى ولو تعلق الأمر بتخاصم بسيط مع رجل شرطة.. انتهى هذا العهد..ونحن مستاؤون جدا من هذه الممارسات، واذا كان السفير أبو أيوب يتهمني باستهداف صورة المغربي فليأتي بدليل قوي يدينني، أنا تحدث عنه شخصيا، بينما هو يسعى جاهدا الى تضخيم الموضوع وتحوير موضوع النقاش، فأنا لحد الآن أكرر أنا لا أتحدث عن السفارة ولا عن القنصليات التي تقوم بواجبها بشكل فعال.
+ وهل يمكن القول بكون اليمين المتطرف في ايطاليا هو المسؤول عن حادث مقتل المغربية إيمان فاضل ؟
++ نحن نجهل الجهة التي تقف وراء الحادث، وفي ما يتعلق باليمين المتطرف فقد ظهر حزب يميني متطرف آخر في الواجهة وهو رابطة الشمال لزعيمه "سالفيني". وبالنسبة لي فقد كنت أنتمي لحزب " أليانزا ناسيونال "، خلافا لما كان يعتقده الكثيرون بكوني كنت أنتمي لحزب " فورزا إيطاليا " الذي يقوده سلفيو برلسكوني، ونحن حاليا نقود حملة قوية ضد اليمين المتطرف، ولو أنني تقدمت للإنتخابات التشريعية لكنت حاليا عضوا في البرلمان الإيطالي، حيث نلتقي كمهاجرين ونعقد لقاءات ضد اليمين المتطرف الذي يتواجد في أوروبا ككل وليس في ايطاليا فقط، ولا يمكنني اتهام إيطاليا بالعنصرية، فأنا أنتمي إلى الجيل الأول من المهاجرين ومع ذلك تمكنت من الوصول إلى البرلمان الإيطالي، وأنا اشتراكية التوجه الإيديولوجي، ومع ذلك تجد أحيانا الأبواب مفتوحة لدى أحزاب اليمين وليس أحزاب اليسار، فأحزاب اليمين الوسط هي التي فتحت لنا الأبواب، أما أحزاب اليسار فشرعت في وقت متأخر في ذلك، وسنبحث مستقبلا عن حزب أكثر اعتدالا من أجل التقدم للإنتخابات التشريعية.