البركاوي: أدركت معنى أن أكون فلاحا استثنائيا وسط حقول عبدة بفضل ألية خبير التغذية

البركاوي: أدركت معنى أن أكون فلاحا استثنائيا وسط حقول عبدة بفضل ألية خبير التغذية الفلاح مسعود البركاوي. وصورة جماعية لفلاحي عبدة أثناء استماعهم لشروحات المدير التنفيذي حكيم بولال

من منطقة عبدة، بجماعة الكرعاني، بإقليم أسفي، تابع أطر وخبراء المعهد الدولي للتغذية النباتية فرع شمال إفريقيا بالمغرب، لقاءاتهم التأطيرية والتواصلية لتحسيس الفلاح المتوسط والصغير بأهمية الارتقاء علميا في التعاطي مع كيفية تهيئة زراعة أراضيه الفلاحية بمختلف المنتوجات (حبوب وقطاني)، ومراقبتها وتحليل تربتها بواسطة تطبيق معلومياتي يسمى بـ "خبير التغذية"، للحصول على توصيات ووصفة علاجية بالأسمدة المختارة، وفق مقاربة (R4)، قادرة على تجويد الانتاج ووفرته بالأراضي البورية كذلك، في علاقة مع الزمان والمكان والنوع والكم والكيف.

تزامنا مع بزوغ أشعة الشمس الذهبية في أول يوم من فصل الربيع 21 مارس من السنة الجارية، بدأ فلاحوا منطقة عبدة وخصوصا بجماعة الكرعاني يتوافدون على فضاء خيمة اللقاء التي أعدها المعهد الدولي للتغذية النباتية وسط الحقول الزراعية، التي خضعت للتجربة وفق مقاربة ( R4 )، والتي أضحت علامة علمية للارتقاء بجودة ووفرة المنتوجات الزراعية بالعديد من المناطق الزراعية بالمغرب والتي عمل فيها المعهد منذ 5 سنوات خلت.

وقد سجلت باهتمام بالغ جريدة " أنفاس بريس" أن كل الفلاحين بمنطقة عبدة، الذين حضروا للاستفادة من دروس اللقاء التواصلي، (110 فلاح) يتحدثون بحسرة، ونبرة ممزوجة بالألم والأمل، في انتظار فرج قطرات الغيث، وما تجود به السماء، لإنقاذ ولو جزء من المحصول الزراعي، (غير تبينة للبهايم) بل أن هناك من يصر على اعتبار منطقة عبدة منكوبة فلاحيا وتسمية الموسم بالجاف والمجحف مطريا برسم 2019، مثلها مثل منطقة أحمر والرحامنة.

لكن المفارقة المتميزة والتي أذهلت الفلاحين، هي التي لاحظها باندهاش أغلب الحضور، بالبقع الأرضية الفلاحية اليانعة ذات المنتوج الكثيف والجيد، على اعتبار أنها خضعت للتجربة العلمية، وطبقت فيها توصيات خبير التغذية تحت إشراف المندوب التنفيذي الدكتور حكيم بولال، حيث أنه بالعين المجردة، يمكن ملاحظة الفرق بينها وبين الأراضي الفلاحية العادية والتي لم تطبق فيها تجارب التحليلات وتوصيات خبير التغذية. "نحن نسعى إلى تعميم هذه المقاربة، التي تمكن الأرض البورية من مقاومة قلة التساقطات كما هو الحال بمنطقة عبدة، فالفرق واضح بين بقع أراضي الفلاح مسعود البركاوي والبقع المجاورة له"، يقول أحد الخبراء المرافقين للمدير التنفيذي للمعهد.

لقد استمع باهتمام بالغ، كل الفلاحين بمنطقة عبدة بجماعة الكرعاني، لنصائح خبراء المعهد الدولي للتغذية النباتية، واقتنعوا بنصائحه على مستوى كيفية الوصول لتسميد الحبوب بطريقة صحيحة وسليمة، فضلا عن توجيهات بعض الأطر الشريكة مثل المجمع الشريف للفوسفاط الذي فسر إطاره الذي واكب العملية، معنى آلية "المثمر لخدمات القرب"، هذه الآلية الجديدة تعد مكونا من برنامج "المثمر" الذي يجسد التزام مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط من أجل تنمية وتطوير قطاع الفلاحة بالمغرب.

من جهة أخرى صرح الفلاح العبدي مسعود البركاوي لجريدة "أنفاس بريس" قائلا: "انتمي لجماعة الكرعاني بمنطقة عبدة، ونحن من المستفيدين من الأراضي المسترجعة وتسمى هذه الأراضي بـ (البياسون) والتي ورثنا منها عن والدنا رحمة الله عليه، 24 هكتار"، وأضاف مسعود البركاوي مؤكدا بأن " الفلاح العبدي بدأ يكتسب مهارات آليات الفلاحة العلمية الحقيقية، من خلال مصاحبة المعهد الدولي للتغذية النباتية الذي ساعدنا وأطرنا بخبراته تقنيا وعلميا للحصول على منتوج وافر وجيد".

واستطرد موضحا بقوله "أنظر إلى سنابل القمح بالأراضي المجاورة، لم تتمكن من النمو الطبيعي، وأصابها الجفاف، نظرا للتعامل السلبي والتقليدي مع التربة، مقابل بقعنا الفلاحية التي اندهش الحضور من نتائج (خبير التغذية) الذي طبقنا توصياته من خلال نوع وكمية الاسمدة في علاقة مع توقيت الحرث وطرق استعمالها".

وشدد في تصريحه على "أن مصاحبة خبراء المعهد الدولي للتغذية النباتية وشركائه، مدة 5 سنوات، منذ انطلاق عملية الحرث والزراعة والتسميد والنصائح والسؤال عن أحوالنا بشكل متواصل جعلنا نطمح إلى تحقيق أهدافنا المرتبطة بالزيادة في نسبة المحصول الزراعي في الهكتار، وها أنتم تلاحظون جودة النتائج المباركة، مقارنة مع الأراضي الفلاحية التي ما زالت تعتمد على الطرق التقليدية". واستعان مسعود البركاوي بمثل عبدي يقول (عبدة صبارة وماليها دبارة) ويشرح المثل بأن "أراضي عبدة حنينة وتحتاج "للحزارة" ومستعدة لمنح الفلاح رزقه في عز الجفاف إن تعامل معها بالطريقة السليمة".

ويؤكد الفلاح العبدي، مسعود البركاوي أنه  منذ أول سنة خضعت فيها أرضه لتدابير التحاليل المختبرية، وآلية خبير التغذية، ونصائح المدير التنفيذي للمعهد الدولي للتغذية النباتية، "بدأ يحصل على منتوج يقدر بـ 45 قنطار في الهكتار من الحبوب، منوها بحنو الأرض العبدية (حنينة)" وتابع قائلا: "الفلاحة اليوم تحتاج للعلم وللتجربة والخبرة، لم يعد مقبولا أن يتعامل الفلاح مع الأرض بمفهوم البركة، وانتظار القدر، لأن العلم نور والجهل عار ... انصح كل الفلاحين بمنطقة عبدة بأن، يقوموا بتحليل تربة الأرض واخضاعها لآلية خبير التغذية لمعرفة احتياجاتها من الأسمدة والأدوية، والحمد لله أن الأسمدة متوفرة اليوم بفضل المجمع الشريف للفوسفاط.."

وعن سؤال التأطير من طرف الإدارة الفلاحية بالمنطقة، قال مسعود البركاوي لقد "تعاملت مع هذه الأرض الفلاحية بجماعة الكرعاني مدة 40 سنة، لم أعرف يوما معنى النصائح الفلاحية، والإرشاد الفلاحي، ولم أتلقى أي تكوين أو تأطير من طرف الدولة، كنت اعتمد على نفسي إلى أن احتضننا المعهد الدولي للتغذية النباتية، وعلمنا معنى أن تكون فلاحا بالمعرفة".