قراءة في أسباب المواجهة القضائية بين السفير المغربي بروما والبرلمانية الإيطالية من أصل مغربي

قراءة في أسباب المواجهة القضائية بين السفير المغربي بروما والبرلمانية الإيطالية من أصل مغربي سعاد السباعي وحسن ابو ايوب
أحدث الخروج الإعلامي للسيدة سعاد السباعي ( 58 سنة) النائبة البرلمانية السابقة عن حزب الحريات الإيطالي لزعيمه برلوسكوني، والناشطة حاليا في صفوف عصبة الشمال لزعيمه ماتيو سالفيني، بمناسبة وفـاة الشاهدة في قضية روبي غيث  حيث يتابع فيها برلوسكوني وعارضة الأزياء  الـسيدة ايمان فاضل (34 سنة ) بمستشفى بمدينة ميلانو في الفاتح من مارس ، - أقـول - أحدث  جدلا قــويا سواء على المستوى الإعلامي او القانوني ....
فبعد تصريحها المثير لجريدة  لاريبوبليكا، وهي من أعرق الجرائد الإيطالية، يوم 18 مارس 2019 حيث جاءت عناوين الجريدة الإيطالية او غيرها من الجرائد والمواقع الالكترونية الإيطالية تحمل إشارات واضحة، تتضمن تُـهم بضلوع السفارة المغربية في وفــاة الشاهــدة ايمان فاضل حتى قبل إجراء التشريح الطبي النهائي...وهي الاتهامات التي جعلت السفارة المغربية بـروما، بان تخرج ببيان صحفي تنفي كل ما ورد في تصريحات السيدة السباعي وتصفها بالكاذبة وبالتشهير وبنشر معلومات كــاذبة والتي من شأنها ان تنــال من صورة المغرب، وتعدهـا بالمتابعة القضائية...
لـم تتأخـر السيدة سعاد في إصدار بيــان توضيحي مباشرة بعـد رفـع السفارة بروما لـدعوى قضائيـة، حيث نفت كل التهم واعتبرتها مناورات للنيل من ارتباطها بالمغرب وانها قصدت ان السفارة التزمت الصمت ولم تعلن عن وفاتها، كما انها تحتفظ بحقها باللجوء الى القضاء  للدفاع عن سمعتها و شرفهــا...
لكن بيــان السيدة السباعي التوضيحي يبقى ضعيفا و هـشا، مقارنة مع تصريحها من جديـد كضيفة على برنامج أخبار التلفزيون الإيطالي (راي 2 ) حيث غلب التردد على مضمون جوابها وأيضا على رنة صوته و قسمات وجهها، وتراجعت عن العديد من أقوال لازالت مدونة في الجريدة الإيطالية و غيرها من المواقع الالكترونية الإيطالية، لقد ظهرت مترددة بعد علمها بالمتابعة من طرف السفارة المغربية امام القضاء الإيطالي بتهم ثقيلــة...
لقد أثنت على موظفي السفارة وتفانيهم اليومي في العمل لصالج الجالية المغربية، لكنها في نفس الوقت تتهم السفير أبو أيوب بالإهمال في القيام بأعماله كما يجب...و لم يفتها من جديد بالتهديد انها ستنتصب كطرف مدني في قضية ايمان فاضل...
أعتقد ان الـذكاء قـد خان السيدة السباعي هـذه المرة، لأن صك اتهام السفارة لها بالتشهير ونشر معلومات كاذبة تسيء لصورة المغرب هو شيء ، و محاولتها بتشتيت الأنظار الى شخص السفير هــو شيء آخــر...
لأنه عندما يتــم توجيه الاتهام لشخصية عمومية تمثل الدولة ( السفير ) ، فان تفس الاتهام يمتد لمؤسسة الدولة، خاصة اذا كانت الاتهامات تتعلق بنشاطه وأعماله الديبلوماسية، مع العلم أن معاهدة فيينا لسنة 1963 تنظم علاقة السفير بالدولة المضيفة وبموجب هذه المعاهدة يتمتع بالحصانة الديبلوماسية والتي تمتد الى شخصه...
قــد لا يحتاج المرء الى كثير من العناء للوقوف على وجود خلاف شخصي بين السيدة السباعي و السيد السفير أبو ايوب، لكن إعمال العقل يفرض علينا  التأمل  في الــثناء على موظفي السفارة ومهاجمة السفير، وهو ما يمكن أن نفهم منه مناورة من أجل جلب تضامن بعض الموظفين الغاضبين، لكنه في نفس الوقت يمكن أن يُـفسر بأن السفير يقوم بعمله جيدا مادام موظفي السفارة يتفانون في خدمة الجالية  بشكل يومي...
 كما ان إعمال العقل يفرض علينا أن لا ننشر غسيل ملابسنا الداخلية على المواقع الالكترونية، أو ان نوثـقــه بتصريحات إعلامية بشكل مكتوب في جرائد عريقة يصعب التراجع عنها أو الطعن فيها و القول  بالتحريف او بالتصرف...
فمضمون تصريحات السيدة سعاد السباعي لازال موجودا ولا يحتاج الى أي تفكيك أو تشفيــر، كما ان مضمون صك اتهامها من طرف السفارة بروما واضحا،  وتبقى الكلمة الأخيرة للعدالــة الإيطالية وتقديــم واجب العزاء لأسرة الفقيدة ايمان فاضل...
ياسر المهدي، فاعل جمعوي مغربي مقيم بإيطاليا