ويضيف كاتب المقال، بصفته "شاهد إثبات" على الحالة المزرية والكارثية لأقرب محمكة مجاورة لمقر وزارة العدل التي تغيب فيها أدنى شروط العمل، وهو يعدد معيقات العمل بهذه المحكمة مثل "ضيق المكاتب، وقاعات المداولات، وندرة وغياب المراحيض، وعم إصلاحها بالمحاكم، والتي يغلق بعضها بالأقفال بعد مغادرة الموظفين عملهم في الوقت الذي تستمر فيه المحاكمات".
هذه عينة بسيطة للمحكمة "اليتيمة" المتخصصة في محاكمة الإرهاب "من الداخل"، خاصة أن هذا النوع من المحاكم يكون "محجا" للقنوات العالمية أثناء تغطيتها للقضايا الإرهابية المثيرة، وهذا يعني "تدويل" شوهة هذه المحكمة.
جميل أن يبني حزب البيجيدي مقرا فاخرا، وجميل أيضا أن تفتخر الأحزاب المنتمية إلى الأغلبية الحكومية بمقراتها "الفارهة"، لكن الأجمل أن يتم تخصيص ميزانية زهيدة من "الغرامات" و"الذعائر" التي تفرضها على المتهمين، لإصلاح مرحاض أو شراء مكيف جيد، أو تغيير "بولة معمّشة"، حتى لا يضطر رئيس المحكمة الأستاذ يوسف العلقاوي إلى التعثر وتهشيم أنفه وتكسير زجاج نظارته.
ربما هذه مطالب بسيطة لنقدم صورة راقية لمحاكمنا التي تغزوها الصراصير وتحتلها العناكب والفئران ويعم مراحيضها التعفن والروائح النثنة.