انطلقت المباريات الجهوية لفن التبوريدة برسم موسم 2019، بجميع ربوع المملكة، بشراكة بين الجامعة الملكية للفروسية التقليدية، والشركة المغربية الملكية لتشجيع الفرس، بتنسيق مع المصالح المختصة والجهات الوصية بالعمالات والأقاليم، حيث تم وضع برنامج محكم لمباريات التبوريدة الجهوية على مستوى الزمان والمكان سواء بالجهات الوسطى (12 منطقة) أو الجهات الشمالية (11 منطقة)، التي انطلقت فعالياتها مطلع شهر مارس الجاري، للوصول إلى محطة مباريات بين الجهات خلال شهر أبريل 2019 والتي تتمركز مجاليا على مستوى الجهات الجنوبية بمدينة كلميم، ثم الجهات الوسطى بمدينة مراكش، بالإضافة للجهات الشمالية بمدينة مكناس. على اعتبار أن مباراة جائزة الحسن الثاني ستقام بدار السلام ابتداء من يوم الإثنين إلى 23 يونيو 2019 ، والتتويج كذلك بالجائزة الكبرى لمحمد السادس للتبوريدة التي ستقام بمعرض الفرس بمدينة الجديدة دورة 2019 .

صباح يوم الثلاثاء 12 مارس 2019 ، بمدينة الشماعية عاصمة منطقة أحمر بإقليم اليوسفية، وعلى بعد أمتار من مدرسة الأمراء لعلع البارود على كصاص الخيل، ورقصت الخيول/ السروت على إيقاع زغاريد المرأة الحمرية التي تعي أهمية التبوريدة في ذاكرة رجالات أحمر، حيث حج آلاف المواطنات والمواطنين لمحرك التبوريدة الذي استقطبهم (ن) طيلة أيام تداريب 10 سرب/ فرق للفروسية التقليدية، توفرت فيها شروط المشاركة في منافسات المباريات الجهوية التي تعتبر قنطرة أساسية للعبور لمنافسات ما بين الجهات، ثم لجائزة الحسن الثاني لفن اتبوريدة بدار السلام برسم سنة 2019 . وبدون منازع فمستوى سربات الخيل الحمرية تحسن بشكل لافت بشهادة المحترفين وعشاق فن التبوريدة.

وقد شارك في منافسات المباراة الجهوية التي أقيمت بالشماعية 10 سربات للخيل، يتقدمهم لمقدم العباري عبد الكبير ممثل جماعة الخوالقة، ولمقدم سرفاق حميد ممثل جماعة الخوالقة، والعلام أمحمد بلقاضي أسد الفروسية التقليدية ممثل جماعة السبيعات، فضلا عن لمقدم الرويجل عبد الغني عن جماعة السبيعات، بالإضافة إلى لمقدم سرع اسماعيل ممثل جماعة الخوالقة، والعلام علال لويز الذي مثل جماعة الكنتور، ولمقدم محمد لحماد ممثل جماعة الكنتور، علاوة على لمقدم بومسمار محمد ممثل جماعة اليوسفية، ثم لمقدم الغوتي النقاش ممثل جماعة اليوسفية، وأخيرا لمقدم الطلحاوي ابراهيم عن جماعة أجدور.

كل هذه الفرق/ السربات أبدعت جميعها في توفير ألبسة تقليدية غاية في الأناقة والتناسق، وفق ذاكرة الأجداد شيوخ الرماية وركوب الخيل بمنطقة أحمر، ( جلابة /البرنس / العمامة / الخنجر/ السيف ودلائل الخيرات..)، وكلفتها وسائل ومستلزمات ركوب الخيل مبالغ مالية مهمة رغم قلة ذات اليد وتباشير جفاف مهول، لتمثل قبيلة أحمر أحسن تمثيل، سواء على مستوى الخيول العربية الأصيلة والعربية البربرية، التي أضحت شرطا ضروريا لامتطاء صهوة المنافسات، أو على مستوى الأسنحة / السروج والمكاحل، حيث اكتملت اللوحة التشكيلية والفنية أمام الحكام والجمهور الوافد من مختلف مناطق المغرب، الذي أشاد وثمن عاليا المستوى الجميل الذي وصلت أليه التبوريدة الحمرية التي تعتمد على الطريقة الناصرية في ممارسة ثقافة طقوس الفروسية التقليدية.

للأسف لم تتمكن سربة لمقدم لحماد محمد من الدخول لمضمار المنافسة صباح اليوم الثلاثاء 12 مارس الجاري، نظرا للإصابة التي تعرض لها أحد الفرسان مع انطلاق سلسلة التشويرة/ الهدة / التدبيبة، حيث أصيب بالبارود على مستوى الصدر، بعد أن انفجرت بندقيته بشكل مفاجئ، هذا الحادث أثر على مجريات المنافسات و خلق أجواء من القلق على الفارس المصاب الذي نقل على وجه السرعة لتلقي العلاجات الضرورية، وترك ألما في نفوس كل أعضاء اللجن الرسمية والحكام وممثلي الشركة الملكية المغربي لتشجيع الفرس ، بعد انسحاب سربة العلام لحمادي محمد من المشاركة.

وقد ظفر أسد فن التبوريدة العلام أمحمد بلقاضي ممثل جماعة السبيعات بإقليم اليوسفية، بالمرتبة الأولى بدون منازع، وفاز لمقدم محمد بومسمار بالمرتبة الثانية، فيما تربع لمقدم اليافع/ الشاب أنس فريد ممثل جماعة الطياميم عن فئة الصغار على كرسي الصف الأول، والطفل بوطهير اسماعيل ممثل جماعة الشماعية ظفر بالمرتبة الثانية.

جدير بالذكر أن المبارة الجهوية التي نظمت بعمالة سيدي بنور، يوم الخميس 7 مارس 2019 ، والتي شارك فيها كل من العلام الحاج بردان بوشعيب ممثل جماعة لغربية، ولمقدم عبد اللطيف السكاكي ممثل جماعة تامدة، والعلام أحمد حيلي ممثل جماعة العونات، فضلا عن لمقدم بن ادريس عبد الرحيم ممثل جماعة سيدي بنور، ولعلام لعربات عبد الرحيم ممثل جماعة بوحمام، والعلام الطروفي العلمي ممثل جماعة العونات، ولمقدم الرتمي بوشعيب عن جماعة بني هلال، والعلام الدكتور صليح محمد عن جماعة بوحمام، بالإضافة إلى لمقدم عزيز الطاهيري ممثل جماعة بني هلال. قد توجت العلام أحمد حيلي ممثل العونات بالمرتبة الأولى فيما عادت الرتبة الثانية للعلام عبد اللطيف السكاكي ممثل جماعة تامدة وجمعية أصالة للتنمية والحفاظ على التراث.

ملاحظة لها علاقة بما سبق: سجلت جريدة " أنفاس بريس" حجم توافد الجمهور على مشاهدة وتتبع منافسات المباريات الجهوية ، سواء بعاصمة دكالة أو عاصمة أحمر، حيث حج المواطنات والمواطنين كبارا وصغارا لمحارك / ملاعب رياضة فن التبوريدة كتراث له قيمته التاريخية ورمزيته ضمن الموروث الثقافي الشعبي، لكن للأسف البنية الاستقبالية الخاصة بممارسة رياضة فن التبوريدة غير موجودة أصلا كمرفق عمومي يهتم وينتصر ويثمن ويحصن التراث المغربي ، مما يلزمنا أن نوجه رسالة لوزير الشباب والرياضة بدراسة هذا الواقع المؤلم، الذي يفرض على الوزارة والحكومة بأن تتبنى ملف إنشاء وإحداث ملاعب فن التبوريدة على مستوى 12 جهة. مجهزة بمرافق وقاعات ومدرجات للجمهور.

العلام محمد بومسمار