الإمارات تواصل إثبات الريادة في مجال خدمة الذكاء الاصطناعي للزراعة المستدامة

الإمارات تواصل إثبات الريادة في مجال خدمة الذكاء الاصطناعي للزراعة المستدامة عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي
إذا كان أول هاجس عرفته البشرية قد نبع من الحرص على ضمان الأمن الغذائي كشرط أول لأجل البقاء، فإن توالي السنين فرضت ضرورة تكييفه مع مستجدات العصر وتقلبات الظروف المناخية. لهذا عرف العالم تناقل العديد من التجارب الرامية إلى رفع المنتوج وبأقل تكلفة، اعتمادا على الذكاء الاصطناعي وجديد الإختراعات العلمية.

وفي هذا السياق، لا يمكن الحديث عن الدول السائرة في الاتجاه الرائد دون ذكر الإمارات العربية المتحدة التي تشكل تجربة قائمة بذاتها، ونموذجا جدير بالإشادة. إذ، وبحسب ما تفيد به المعطيات وحصيلة الأرقام، هناك جهود كبيرة تبذل لتحفيز المواطنين على تطوير مزارعهم وتنميتها باستخدام أحدث التقنيات والأساليب، ليس فقط لغرض لرفع الجودة والكفاءة الإنتاجية، وإنما أيضا لتخفيض استهلاك المياه.

ولعل نجاح هذه السياسة وترامي صداها الإيجابي إلى بقاع أخرى، ما يفسر شتى الملتقيات العلمية التي عقدت على أرض أبو ظبي في مناسبات سابقة وما زالت، بدليل النسخة الرابعة من المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية المزمع عقدها مطلع أبريل 2019. والتي تؤكد مكانة الإمارة إقليميا وعالميا في مجال الفلاحة المستدامة.

والأكيد، حسب ما صرح به أطر وقادة تلك الإنجازات، أن ملهمهم الأول يبقى الراحل زايد بن سلطان آل لهيان، وخاصة حين أوجز مشروعه في مقولة "أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة". من هذا المنطلق لن يجد الباحث في قائمة مواصلي المسار حرجا للوقوف على عدة أسماء حفرت بصمتها لبلوغ ما تم تحقيقه.

وعليه، ففضلا عن الاهتمام المباشر والدعم القوي لمحمد بن زايد آل لهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وسعيد البحري، سالم العامري مدير عام جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية، إلى جانب فعاليات اقتصادية واستثمارية. يبقى عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي، أحد أبرز الركائز العصي القفز عنها لما جسده ويجسده من زخم طاقي للتجربة، ومصدر شحنة فائرة لتحويل "الماكيطات" إلى حقيقة على أرض الواقع.

يقول عبد الوهاب زايد، إن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي تثبت نفسها يوما بعد يوم كحل مهم نحو تحسين الإنتاجية الزراعية بالعالم، ما أدى إلى التحول التدريجي للمزارعين نحو "روبوتات" وأجهزة الاستثمار الذكية والطائرات من دون طيار والاتجاهات المتزايدة للزراعات الدقيقة، وكذا إلى تنشيط حركة السوق وزيادة الطلب على توظيف التقنيات الزراعية في دفع عجلة النمو لتحقيق التنمية المستدامة.

واستطرد بأن حكومة أبوظبي تبذل جهودا كبيرة لتحفيز المواطنين من ملاكي المزارع على تطوير مزارعهم وتشجيعهم لتنميتها عن طريق استخدام أحدث التقنيات والأساليب الزراعية ذات القدرة على إنجاز حصيلة ملموسة في مسيرة تطوير قطاع الزراعة في الإمارات، وتحديدا في البيئات الصحراوية.